{وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ} مجاز مرسل، أي من أهل قرية، من إطلاق المحل وإرادة الحال.
المفردات اللغوية:
{الرُّوحُ الْأَمِينُ} هو جبريل عليه السلام، فإنه أمين على وحي الله تعالى {عَلى قَلْبِكَ} على روحك؛ لأنه مركز الإدراك والتكليف دون الجسد {مِنَ الْمُنْذِرِينَ} عما يؤدي إلى عذاب من فعل أو ترك {بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} واضح المعنى، لئلا يقولوا: ما نصنع بما لا نفهمه؟ وقوله:
{مِنَ الْمُنْذِرِينَ} معناه من الذين أنذروا بلغة العرب، وهم خمسة: هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد عليهم الصلاة والسلام، إذا تعلق قوله {بِلِسانٍ} بالمنذرين. وأما إذا تعلق بنزل فمعناه نزله باللسان العربي لينذر به؛ لأنه لو نزله باللسان الأعجمي لقالوا له: ما نصنع بما لا نفهمه؟ فيتعذر الإنذار به، فتنزيله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك؛ لأنك تفهمه ويفهمه قومك.
{وَإِنَّهُ} أي القرآن المنزل على محمد {لَفِي زُبُرِ} كتب جمع زبور {الْأَوَّلِينَ} كالتوراة والإنجيل {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً} أي أولم يكن لكفار مكة دليلا وبرهانا على صحة القرآن، أو نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم:«أن يعلمه علماء بني إسرائيل» أن يعرفه هؤلاء العلماء، كعبد الله بن سلام وأصحابه ممن آمنوا، فإنهم يخبرون بذلك، بما هو مذكور في كتبهم.
{فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ} قرأه محمد عليه السلام على كفار مكة {ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} ما صدقوا به