{طَوْلاً} الطول: مصدر: طلت القوم، أي علوتهم، وهو مفعول به لفعل:{يَسْتَطِعْ}{أَنْ يَنْكِحَ} منصوب بطول انتصاب المفعول به. ولا يجوز نصبه ب {يَسْتَطِعْ}؛ لأن المعنى يتغير، ويصير: ومن لم يستطع أن ينكح المحصنات طولا، أي للطول، فيصير الطول علة في عدم نكاح الحرائر، وهذا خلاف المعنى؛ لأن الطول به يستطاع نكاح الحرائر، فبطل أن يكون منصوبا ب {يَسْتَطِعْ} فثبت أنه منصوب بالطول. {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} ابتداء وخبر.
{الْمُحْصَناتُ} منصوب على الحال من الهاء والنون في {وَآتُوهُنَّ} وكذلك قوله تعالى:
{غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ}.
البلاغة:
يوجد طباق في {الْمُحْصَناتِ} .. و {مُسافِحاتٍ} ويوجد جناس ناقص أو مغاير في {الْمُحْصَناتِ} .. {فَإِذا أُحْصِنَّ}.
المفردات اللغوية:
{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ} الاستطاعة: كون الشيء في مقدورك {طَوْلاً} الطول: الغنى والفضل الزائد من مال أو قدرة على تحصيل المطلوب {الْمُحْصَناتِ} هنا: الحرائر. {الْمُؤْمِناتِ} هو جري على الغالب، فلا مفهوم له. {فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} ينكح. {مِنْ فَتَياتِكُمُ} إمائكم {وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ} أي اكتفوا بالظاهر واتركوا السرائر إلى الله، فإنه العالم بتفصيلها، وربّ أمة تفضل الحرة، وهذا تأنيس بنكاح الإماء. {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} أي أنتم وهن سواء في الدين، فلا تستنكفوا من نكاحهن. {بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} مواليهن {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} أعطوهن مهورهن {بِالْمَعْرُوفِ} من غير مطل ولا نقص.
{الْمُحْصَناتِ} عفائف {غَيْرَ مُسافِحاتٍ} زانيات جهرا {أَخْدانٍ} أخلاء يزنون بهن سرا. والأخدان جمع خدن: وهو الصاحب، ويطلق على الذكر والأنثى {فَإِذا أُحْصِنَّ} تزوجن {بِفاحِشَةٍ} زنى {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ} الحرائر الأبكار إذا زنين {الْعَذابِ} هو الحد المقدر شرعا وهو مائة جلدة، ونصفها وهو عقوبة الرقيق خمسون، ولا رجم عليهن؛ لأنه لا يتنصف {خَشِيَ} خاف {الْعَنَتَ} الجهد والمشقة، والمراد هنا: الزنى، سمي به الزنى؛ لأنه سبب المشقة بالحد في الدنيا والعقوبة في الاخرة {مِنْكُمْ} أي أن من لا يخاف الوقوع في الزنى من الأحرار، فلا يحل له نكاح الأمة، وكذا من استطاع طول حرة أي مهرها، في رأي الشافعي. وبشرط كون