للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مِنْ دُونِهِ} كالملائكة وعيسى وعزير. {فَلا يَمْلِكُونَ} لا يستطيعون. {كَشْفَ الضُّرِّ} إزالته.

{وَلا تَحْوِيلاً} ولا تحويله عنكم إلى غيركم.

{يَدْعُونَ} أي يدعونهم آلهة أو ينادونهم. {يَبْتَغُونَ} يطلبون. {الْوَسِيلَةَ} القربة بالطاعة والعبادة، أي هؤلاء الآلهة يبتغون إلى الله تعالى القربة بالطاعة. {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} أي يبتغي القربة أو الوسيلة الذي هو أقرب منهم إلى الله تعالى، فكيف بغير الأقرب؟ {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ} كسائر العباد، فكيف تزعمون أنهم آلهة؟ أو كيف تدعونهم آلهة؟ {إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً} مخوّفا، حقيقا بأن يحذره كلّ أحد، حتى الرّسل والملائكة.

{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ} ما من قرية، والمراد أهلها. {مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ} بالموت.

{أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً} بالقتل وغيره. {فِي الْكِتابِ} اللوح المحفوظ‍. {مَسْطُوراً} مكتوبا. {بِالْآياتِ} التي اقترحها أهل مكة، فهي ما اقترحته قريش، مثل جعل الصّفا ذهبا.

{إِلاّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} أي لما أرسلنا الآيات وكذبوا بها أهلكناهم، ولو أرسلناها إلى هؤلاء، لكذبوا بها، واستحقوا الإهلاك وعذاب الاستئصال، وقد كنّا حكمنا بإمهالهم، لإتمام نشر دعوة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.

{مُبْصِرَةً} آية بيّنة واضحة، أو ذات إبصار لمن يتأملها ويفكر فيها. {فَظَلَمُوا بِها} فكفروا بها فأهلكوا، أو فظلموا أنفسهم بسبب عقرها. {وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ} المعجزات أو الآيات المقترحة. {إِلاّ تَخْوِيفاً} للعباد من نزول العذاب المستأصل، فيؤمنوا.

{وَإِذْ قُلْنا} واذكر إذ قلنا. {أَحاطَ‍ بِالنّاسِ} علما وقدرة، والمراد أنهم في قبضته وتحت قدرته، فبلغهم الرسالة ولا تخف أحدا، فهو يعصمك منهم، ولا يستطيعون إيصال الأذى إليك إلا بإذننا. {الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ} عيانا ليلة الإسراء، و {الرُّؤْيَا}: هي ما عاينه النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة الإسراء من العجائب، والمراد بها هنا خلافا للغالب: الرؤية البصرية، قال ابن عباس: «هي رؤيا عين أريها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة أسري به»، ولو كانت رؤيا منام، لما كانت فتنة للناس، ولما ارتدّ بعضهم عن الإسلام. {إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ} أهل مكة، إذ كذّبوا بها، وارتدّ بعضهم، لما أخبرهم بها. {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} وهي شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم، جعلناها فتنة لهم، إذ قالوا: النار تحرق الشجر، فكيف تنبته؟ {وَنُخَوِّفُهُمْ} بها. {فَما يَزِيدُهُمْ} تخويفنا.

{إِلاّ طُغْياناً} الطغيان: تجاوز الحدّ في الفجور والضلال.

سبب النزول:

نزول الآية (٥٦):

{قُلِ: اُدْعُوا الَّذِينَ}: أخرج البخاري وغيره عن ابن مسعود قال: كان

<<  <  ج: ص:  >  >>