{وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا}{وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ}{هذا كِتابٌ}: مبتدأ وخبر، و {لِساناً عَرَبِيًّا}: منصوبان على الحال من ضمير {مُصَدِّقٌ} أو من «الكتاب» لأنه قد وصف ب {مُصَدِّقٌ} أو من «ذا» والعامل فيه معنى الإشارة، أي أشير إليه لسانا عربيا، أو أنبه عليه لسانا عربيا. {وَبُشْرى}: إما مرفوع عطفا على كتاب، أو منصوب على أنه مصدر.
{أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها}{خالِدِينَ}: منصوب على الحال من {أَصْحابُ الْجَنَّةِ} والعامل فيها معنى الإشارة في {أُولئِكَ} كقولك: هذا زيد قائما.
{جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ}{جَزاءً}: إما مفعول لأجله، أو منصوب على المصدر المؤكد، أي جوزوا جزاء.
البلاغة:
{لِيُنْذِرَ}{وَبُشْرى} بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} هم قريش، وقيل: بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع، لما أسلمت جهينة ومزينة وأسلم وغفار، وقيل: اليهود حين أسلم ابن سلام وصحبه.
{لِلَّذِينَ آمَنُوا} أي لأجلهم وفي حقهم، وقيل: إليهم. {لَوْ كانَ} الإيمان. {ما سَبَقُونا إِلَيْهِ} فهم أناس أدنياء، إذ عامتهم فقراء وموالي ورعاة. {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ} أي حينما لم يهتد القائلون بالقرآن، وإذ للماضي ظرف لمحذوف مثل: ظهر عنادهم. {هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ} أي القرآن كذب قديم، مثل قولهم: أساطير الأولين.
{وَمِنْ قَبْلِهِ} من قبل القرآن. {كِتابُ مُوسى} التوراة. {وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ} أي القرآن مؤيد لكتاب موسى. {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} هم مشركو مكة، وهو علة لقوله.
{مُصَدِّقٌ}{وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ} أي والقرآن مبشر للمؤمنين.
{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا: رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا} على الطاعة، أي جمعوا بين التوحيد الذي هو خلاصة العلم، والاستقامة في أمور الدين والعمل، وقوله {ثُمَّ} للدلالة على تأخير رتبة العمل وتوقفه على التوحيد. {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من لحوق مكروه في المستقبل. {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} على فوات محبوب في الماضي، والفاء في {فَلا} لتضمن جملة {إِنَّ الَّذِينَ} معنى الشرط. {جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} من اكتساب الفضائل العلمية والعملية.