{إِذا قِيلَ لَهُمْ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ} إيجاز بالحذف، أي قولوا: لا إله إلا الله، وحذف لدلالة السياق عليه.
المفردات اللغوية:
{اُحْشُرُوا} يقال للملائكة: اجمعوا، من الحشر: وهو الجمع. {الَّذِينَ ظَلَمُوا} أنفسهم بالشرك فهم المشركون، وهو أمر من الله للملائكة بحشر الظلمة من مقامهم إلى الموقف.
{وَأَزْواجَهُمْ} أمثالهم وأشباههم، فيحشر عابد الصنم مع عبدة الصنم، وعابد الكواكب مع عبدتها، وأصحاب الخمر معا، وأصحاب الزنى معا. وقيل: أزواجهم: قرناؤهم من الشياطين. {وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} يحشر المعبودون من غير الله من الأصنام والأوثان وغيرها، زيادة في تحسيرهم وتخجيلهم، وهو عام مخصوص بقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ}[الأنبياء ١٠١/ ٢١].
{فَاهْدُوهُمْ} دلوهم وعرفوهم طريقها ليسلكوه. {إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ} طريق النار.
{وَقِفُوهُمْ} احبسوهم في الموقف أو عند الصراط (١){إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} عن عقائدهم وأعمالهم.
{ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ} لا ينصر بعضكم بعضا بالتخليص من العذاب كحالكم في الدنيا، وهذا يقال لهم توبيخا وتقريعا. {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} منقادون خاضعون لعجزهم، وأصل الاستسلام:
طلب السلامة، ويلزمه الانقياد عرفا. وهذا أيضا يقال لهم.
{يَتَساءَلُونَ} يتلاومون ويتخاصمون، فيسأل بعضهم بعضا للتوبيخ. و {قالُوا} قال الأتباع للمتبوعين. {عَنِ الْيَمِينِ} عن أقوى الوجوه، وعن جهة الخير التي نأمنكم منها، لحلفكم أنكم على الحق، فصدقناكم واتبعناكم. والمعنى: أنكم أضللتمونا. {قالُوا} قال المتبوعون لهم. {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي إنكم كنتم في الأصل غير مؤمنين، فلم يحدث منا الإضلال الذي يؤدي إلى الرجوع عن الإيمان إلينا. {مِنْ سُلْطانٍ} تسلط عليكم، وقوة وقهر، نقهركم على متابعتنا.
{طاغِينَ} مختارين الطغيان والضلال مثلنا، ومتجاوزين الحد في العصيان.
{فَحَقَّ عَلَيْنا} وجب علينا جميعا. {قَوْلُ رَبِّنا} بالعذاب، وهو:{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ}. {إِنّا لَذائِقُونَ} إنا جميعا لذائقون العذاب بذلك القول. {فَأَغْوَيْناكُمْ} دعوناكم إلى الغيّ والضلال. {غاوِينَ} ضالين. {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ} هذا قول الله تعالى، فإنهم يوم القيامة جميعا الأتباع والمتبوعون مشتركون في العذاب، لاشتراكهم في الغواية.
(١) الواو لا توجب الترتيب، فيصح أن يكون الحبس والإيقاف في الموقف، ويجوز أن يكون عند الصراط.