{فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ فِيها}{عاقِبَتَهُما}: منصوب لأنه خبر كان، و (أن) واسمها وخبرها في موضع رفع، لأن الجملة اسم (كان). و {خالِدَيْنِ} حال من المضمر في الظرف في قوله: {فِي النّارِ} وتقديره: كائنان في النار خالدين فيها، وكرر {فِي} تأكيدا كقولهم: زيد في الدار قائم فيها. ويجوز رفع {خالِدَيْنِ} على خبر (أن).
البلاغة:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا.}. استفهام يراد به الإنكار والتعجيب.
{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّى} بين {جَمِيعاً} و {شَتّى} طباق.
{كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ: اُكْفُرْ} تشبيه تمثيلي، لأن وجه الشبه منتزع من متعدد.
المفردات اللغوية:
{أَلَمْ تَرَ} تنظر. {نافَقُوا} أظهروا الإسلام وأخفوا الكفر. {لِإِخْوانِهِمُ} المراد بذلك أخوة الكفر، أو الصداقة والموالاة أي أصدقائهم. {مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ} هم بنو النضير وإخوانهم في الكفر. {لَئِنْ} اللام لام القسم في الحالات الأربع. {أُخْرِجْتُمْ} من المدينة. {وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً} أي لا نطيع أحدا من الرسول والمؤمنين في قتالكم، ولا نسمع أمر أحد في خذلانكم.
{وَإِنْ قُوتِلْتُمْ} حذف من {إِنْ} اللام الموطئة للقسم. {لَنَنْصُرَنَّكُمْ} لنعاوننكم. {وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ} لعلمه بأنهم لا يفعلون ذلك.
{لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ} ثبت في التاريخ أنهم كانوا على هذا النحو، فإن ابن أبي وأصحابه المنافقين راسلوا بني النضير بذلك، ثم أخلفوهم. وفيه دليل على صحة النبوة وإعجاز القرآن. {وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ} جاؤوا لنصرهم على الفرض والتقدير. {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ} ليفرنّ هاربين منهزمين. واستغني بجواب القسم المقدر عن جواب الشرط في المواضع الخمسة. {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} بعد أي اليهود، بل نخذلهم، ولا ينفعهم نصرة المنافقين.
{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ} أي إن المنافقين يخافونكم خوفا أشد من خوفهم الله، وقوله:{رَهْبَةً} خوفا، أي أشد مرهوبية، وقوله:{فِي صُدُورِهِمْ} لتأكيد استقرار الخوف في نفوسهم، فإنهم كانوا يضمرون مخافتهم من المؤمنين. وقوله:{مِنَ اللهِ} لأنهم يظهرون النفاق مع أنه لا يخفى على الله تعالى، ولتأخير عذاب الله. {لا يَفْقَهُونَ} لا يعلمون عظمة الله تعالى حتى يخشوه حق خشيته.
{لا يُقاتِلُونَكُمْ} أي اليهود. {جَمِيعاً} مجتمعين. {مُحَصَّنَةٍ} بالدروب والخنادق