للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السموات، أو على الهاء في {وَاتَّقُوهُ}، أو لأنه ظرف وقع خبرا عن المبتدأ وهو: {قَوْلُهُ الْحَقُّ} وتقديره: قوله الحق يوم يقول. و {قَوْلُهُ}: مبتدأ و {بِالْحَقِّ}: صفته، و {يَوْمَ يَقُولُ}: خبره أي مستقر يوم يقول، أو منصوب بتقدير فعل هو: واذكر يوم يقول. وكن فيكون، أي: فهو يكون، ولهذا كان مرفوعا.

{يَوْمَ يُنْفَخُ} في نصبه وجهان: إما بدل من قوله: {يَوْمَ يَقُولُ}، أو متعلق بقوله:

{وَلَهُ الْمُلْكُ} أي وثبت له الملك يوم ينفخ.

{عالِمُ الْغَيْبِ} مرفوع لأنه صفة {الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ} أو على تقدير مبتدأ محذوف تقديره: هو عالم الغيب، أو حملا على المعنى، وتقديره: ينفخ فيه عالم الغيب، كأنه قال: يوم ينفخ. ويجوز الجرّ بدلا من هاء {قَوْلُهُ}.

البلاغة:

{أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ} الاستفهام للإنكار. {وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا} عبر بالرد على الأعقاب عن الشرك لزيادة تقبيح الفعل وتشنيعه.

{وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ} بينهما جناس اشتقاق.

{ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا} و {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} بينهما طباق.

المفردات اللغوية:

{أَنَدْعُوا} أنعبد. {ما لا يَنْفَعُنا} بعبادته. {وَلا يَضُرُّنا} بتركها وهو الأصنام.

{وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا} نرجع مشركين، والمقصود بهذا التعبير كل رجوع وتحول مذموم. {اِسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ} أضلته وذهبت بعقله وهواه، وكانت العرب تزعم أن الجنون من تأثير الجن، وأن الجن تظهر لهم في القفار وتتلون بألوان مختلفة وتذهب بالعقل، فيهيم على وجهه حتى يهلك، وهذه الشياطين التي تتلون تسمى الغيلان والأغوال والسعالى. {حَيْرانَ} متحيرا تائها لا يدري أين يذهب. {لَهُ أَصْحابٌ} رفقة. {يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى} أي ليهدوه الطريق، يقولون له:

{اِئْتِنا} فلا يجيبهم فيهلك. {هُدَى اللهِ} هو الإسلام وما عداه ضلال. {لِنُسْلِمَ} بأن نسلم أو أمرنا كي نسلم، والإسلام: الإخلاص. {وَأَنْ} أي بأن أقيموا الصلاة. {تُحْشَرُونَ} تجمعون يوم القيامة للحساب. {وَيَوْمَ يَقُولُ: كُنْ فَيَكُونُ} هو يوم القيامة يقول للخلق: قوموا فيقوموا.

{قَوْلُهُ الْحَقُّ} الصدق الواقع لا محالة. {الصُّورِ} لغة: القرن وهو كالبوق ينفخ فيه فيصعق من في السموات والأرض، ثم ينفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون. والمراد هنا النفخة الثانية من

<<  <  ج: ص:  >  >>