{لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ} أي وجعل فيه تمييز ووعي كالإنسان. {لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً}{خاشِعاً} منقادا خاضعا، و {مُتَصَدِّعاً} متشققا. {وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} أي وتلك الأمثال المذكورة يراد بها توبيخ الإنسان على عدم تخشعه عند تلاوة القرآن، لقساوة قلبه، وقلة تدبّره.
{الْغَيْبِ} ما غاب عن الحس والمشاهدة من العوالم غير المرئية. {الشَّهادَةِ} عالم الماديات والمرئيات المشاهدة المحسوسة، وقدم الغيب على الشهادة، لأن الغيب معدوم متقدم في الوجود، والشهادة موجود متأخر. {الْقُدُّوسُ} الطاهر المنزه عما لا يليق به من النقص. {السَّلامُ} ذو السلامة من كل نقص وآفة. {الْمُؤْمِنُ} المصدّق رسله فيما بلّغوه عنه بالقول، أو بخلق المعجزة على أيديهم، أو هو واهب الأمن لعباده. {الْمُهَيْمِنُ} الرقيب على أعمال عباده، الحافظ لكل شيء.
{الْعَزِيزُ} القوي الغالب. {الْجَبّارُ} الذي جبر خلقه على ما أراد. {الْمُتَكَبِّرُ} البليغ الكبرياء والعظمة، الذي تكبر عن كل ما يوجب حاجة أو نقصانا. {سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ} تنزه الله عما يصفه به المشركون من الصاحبة والولد والشريك، فلا يشاركه أحد من خلقه في شيء من ذلك.
{الْخالِقُ} المقدّر للأشياء على مقتضى حكمته. {الْبارِئُ} المنشئ من العدم، الموجد للأشياء بريئا من التفاوت. {الْمُصَوِّرُ} الموجد لصورها وكيفياتها كما أراد. {لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، والحسنى: مؤنث الأحسن، وقد وصفت بالحسنى، لأنها دالة على محاسن المعاني التي تظهر في هذا الوجود، فإن جمال الكون البديع دليل على كمال صفات الموجد المبدع.
{يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} ينزهه جميع المخلوقات، لتنزهه عن النقائص كلها.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الجامع للكمالات كلها المتمثلة في كمال القدرة والعلم.
المناسبة:
بعد بيان أحوال اليهود والمنافقين، وأمر المؤمنين بالتقوى والاستعداد ليوم