{كَطَيِّ السِّجِلِّ} الكاف في موضع نصب؛ لأنها صفة مصدر محذوف، أي نطوي السماء طيّا كطي السجل، فحذف الموصوف وأقام صفته مقامه، والمصدر مضاف إلى المفعول إذا كان بمعنى المكتوب فيه وهو الصحيفة، أي كما يطوى السجل. وللكتاب: أي للكتابة، كقوله تعالى:
{وَعْداً عَلَيْنا} منصوب بوعدنا المقدر قبله، وهو مؤكد لمضمون ما قبله.
البلاغة:
{نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} فيه تشبيه مرسل مفصل، أي نطوي السماء طيا مثل طيّ الصحيفة على ما كتب فيها.
المفردات اللغوية:
{إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} أي إنكم أيها الكفار والمشركون وما تعبدونه من الأوثان من غير الله {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ما يرمى به إليها من حطب ووقود. {وارِدُونَ} داخلون فيها.
{لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً} لو كان هؤلاء الأوثان آلهة كما زعمتم. {ما وَرَدُوها} دخلوها؛ لأن المؤاخذ المعذّب لا يكون إلها. {وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ} كل من العابدين والمعبودين خالدون دائمون في جهنم.
{لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ} أي للعابدين في جهنم أنين وتنفس شديد يخرج من أقصى الجوف.
{لا يَسْمَعُونَ} شيئا لشدة غليانها. {الْحُسْنى} المنزلة الحسنى أو الكلمة الحسنى التي تبشر بثوابهم الحسن على أعمالهم. {حَسِيسَها} صوتها الذي يحس من حركتها. {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ} من النعيم. {خالِدُونَ} دائمون في غاية التنعم، وتقديم الظرف للاختصاص والاهتمام به. {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} النفخة الثانية أو الأخيرة؛ لقوله تعالى:{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}[النمل ٨٧/ ٢٧] وقيل: هو الانصراف إلى النار وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار، وقيل: حين يطبق على النار، أو حين يذبح الموت على صورة كبش أملح. {وَتَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} تستقبلهم الملائكة مهنئين عند خروجهم من القبور. {هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي ويقولون لهم: هذا اليوم الذي كنتم توعدون به في الدنيا.
{يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ} أي اذكر يوم الطي: وهو ضد النشر. {السِّجِلِّ} الصحيفة المكتوب فيها. {لِلْكُتُبِ} للكتابة فيها. {كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ} أي من عدم. {نُعِيدُهُ} بعد إعدامه. {وَعْداً} منصوب ب {نُعِيدُهُ}، أو بفعل مقدر تأكيدا ل {نُعِيدُهُ} أي وعدناه وعدا. {عَلَيْنا} أي علينا إنجازه. {إِنّا كُنّا فاعِلِينَ} ما وعدنا ذلك لا محالة.