مما قال الله تعالى:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.
لذا قال تعالى بعدئذ:{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} أي يشرب منها أهل جنة عدن، وهم أفاضل أهل الجنة، صرفا وهي لغيرهم مزاج.
ويلاحظ أنه تعالى لما قسم المكلفين في سورة الواقعة إلى ثلاثة أقسام:
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، وذكر كرامة المذكورين في هذه السورة بأنه يمزج شرابهم من عين يشرب بها المقربون، علمنا أن المذكورين هنا هم أصحاب اليمين. وهذا يدل على أن الأنهار متفاوتة في الفضيلة، فتسنيم أفضل أنهار الجنة، والمقربون أفضل أهل الجنة (١).
[سوء معاملة الكفار للمؤمنين في الدنيا ومقابلتهم بالمثل في الآخرة]
{عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ، هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ}{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ} في موضع نصب ب {يَنْظُرُونَ}. وقيل: لا موضع لها من الإعراب؛ لأنها مستأنفة. وقرئ:«هل ثوّب»: بإدغام اللام في {هَلْ} في الثاء، وبإظهارها، من أدغم، فلما بينهما من المناسبة؛ لأنهما من حروف اللسان والثنايا العليا.