للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التهديد بقصة موسى عليه السلام مع فرعون]

{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (١٥) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٦) اِذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (١٩) فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (٢٢) فَحَشَرَ فَنادى (٢٣) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (٢٦)}

الإعراب:

{هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكّى} {لَكَ}: جار ومجرور خبر مبتدأ محذوف، أي هل لك ميل أو رغبة؟ وهو استفهام معناه العرض، وهو لطف في الاستدعاء؛ لأن كل عاقل يجيب مثل هذا السؤال بنعم، فهو كلام محمول على «ادعوا» فكأنه قال: ادعوا إلى التزكي: وهو التحلي بالفضائل والتطهر من الرذائل. و {تَزَكّى} أصله: تتزكى، فحذفت إحدى التاءين للتخفيف، ومنهم من أبدل من التاء الثانية زايا، وأدغم التاء في الزاي، ولم يدغم الزاي في التاء؛ لأن في الزاي زيادة صوت.

{فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى} {نَكالَ}: إما مفعول لأجله، أو منصوب على أنه مصدر، فهو مصدر مؤكد، كوعد الله وصبغة الله، كأنه نكل الله به نكال الآخرة والأولى، والنكال بمعنى التنكيل، كالسلام بمعنى التسليم، والمراد الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة.

البلاغة:

{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى} أسلوب التشويق إلى معرفة القصة.

المفردات اللغوية:

{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى}؟ خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم بقصد تسليته على تكذيب قومه، وتهديدهم عليه بأن يصيبهم مثلما أصاب من هو أعظم منهم. {الْمُقَدَّسِ} المبارك المطهر، والوادي المقدس واد بأسفل جبل طور سيناء. {طُوىً} واد بين أيلة ومصر. {اِذْهَبْ

<<  <  ج: ص:  >  >>