وجاء في الحديث النّبوي عن الآية التي نفسرها هنا:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ.}.: «ويل لمن قرأ هذه الآية، فمجّ بها» أي قذف، والمراد: عدم الاعتبار والتفكر والاعتداد بها.
فقه الحياة أو الأحكام:
لما حذر الله تعالى من كتمان الحق، بيّن أن أول ما يجب إظهاره ولا يجوز كتمانه: أمر التوحيد، وأعقبه بذكر البرهان وضرورة النظر: وهو التفكر في عجائب الصنع والإبداع، ليعلم أنه لا بد له من فاعل لا يشبهه شيء، وأخبر تعالى في آية:{وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ} عن تفرده بالألوهية، وأنه لا شريك له، ولا عديل له، بل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لا إله إلا هو، وأنه الرحمن الرحيم.
جاء في الحديث عن أسماء بنت يزيد بن السّكن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ} و {الم، اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}».
وقوله تعالى:{لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} نفي وإثبات، أولها كفر وآخرها إيمان، ومعناه: لا معبود إلا الله.
أخرج مسلم عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة» والمقصود: القلب، لا اللسان، فلو قال:
لا إله، ومات ومعتقده وضميره الوحدانية وما يجب له من الصفات، لكان من أهل الجنة، باتفاق أهل السنة.
ثم أورد سبحانه الدليل على تفرده بالألوهية بخلق السموات والأرض وما فيهما وما بين ذلك مما ذرأ وبرأ من المخلوقات الدالة على وحدانيته. فهذا العالم والبناء العجيب لا بد له من بان وصانع.