{أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها} استعارة تصريحية، شبه قلوبهم بالأبواب المقفلة، فهي لا تنفتح لوعظ واعظ.
{اِرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ} كناية عن الكفر بعد الإيمان.
المفردات اللغوية:
{يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} يتفهمونه ويتصفحونه ليروا ما فيه من المواعظ والزواجر، حتى لا يقتحموا المعاصي ويقعوا في الموبقات {أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها} أي بل على قلوب لهم مغاليقها التي لا تفتح، فلا يفهمونه. وتنكير {قُلُوبٍ} لأن المراد: قلوب بعض منهم، وإضافة الأقفال لها للدلالة على أقفال مناسبة لها، مختصة بها، ليست من جنس الأقفال المعهودة. والأقفال جمع قفل.
وهو استفهام توبيخي، و {أَمْ}: منقطعة بمعنى «بل» والهمزة للتقرير.
{اِرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ} رجعوا إلى ما كانوا عليه من الكفر {سَوَّلَ لَهُمْ} زيّن لهم خطاياهم وسهل لهم {وَأَمْلى لَهُمْ} مدّ لهم في الآمال والأماني الباطلة ووعدهم بطول الأجل، والضمير للشيطان، أي المملي والمضل هو الشيطان، بإرادته تعالى.
ذلك الإضلال {بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ} أي قال المنافقون للمشركين أو لليهود، أو قال اليهود الذين كفروا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم بعد ما تبين لهم نعته للمنافقين {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} في بعض أموركم، كالقعود عن الجهاد والمعاونة على عداوة النبي صلّى الله عليه وسلّم {وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ} أي إنهم قالوا ذلك سرا، فأظهره الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى، والإسرار: مصدر وهو السر، وقرئ بفتح الهمزة: أسرارهم جمع سر.
{فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ} أي فكيف حالهم، أو فكيف يعملون ويحتالون حينئذ؟ {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ} تصوير لتوفيهم، أي يتوفونهم وهم يضربون وجوههم وظهورهم بمقامع من حديد، وفي هذا تخويف وتهديد، إذ يتعرضون عند التوفي إلى أهوال وفظائع تشبه ما يجبنون عن القتال له ويخافون منه.
{ذلِكَ} التوفي الموصوف بالحالة المذكورة {بِأَنَّهُمُ} بسبب أنهم {اِتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ} من الكفر وكتمان نعت الرسول صلّى الله عليه وسلّم وعصيان الأمر {وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ} كرهوا العمل بما يرضيه من الإيمان والجهاد وغيرهما من الطاعات {فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ} أبطلها.