للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{فِي سَبِيلِ اللهِ} متعلق ب‍ {جاهَدُوا}، ويجوز أن يكون من باب التنازع في العمل بين {هاجَرُوا وَجاهَدُوا} {إِلاّ تَفْعَلُوهُ} الهاء: إما أن تعود على التوارث، وإما أن تعود على التناصر. و {تَكُنْ}: تامة بمعنى: تقع لا تفتقر إلى خبر. و {فِتْنَةٌ}: فاعل تكن. والمعنى:

إلا تفعلوا ما أمرتكم به من تواصل المسلمين، وتولي بعضهم بعضا حتى في التوارث، تفضيلا لنسبة الإسلام على نسبة القرابة، ولم تقطعوا العلائق بينكم وبين الكفار، ولم تجعلوا قرابتهم كلا قرابة، تحصل فتنة في الأرض ومفسدة عظيمة؛ لأن المسلمين ما لم يصيروا يدا واحدة على الشرك، كان الشرك ظاهرا، والفساد زائدا (الكشاف: ٢٥/ ٢).

المفردات اللغوية:

{وَهاجَرُوا} أي تركوا مكة التي كانت دار حرب وكفر، وذهبوا إلى المدينة دار الإسلام {آوَوْا} أنزلوا وأسكنوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم {وَنَصَرُوا} هم الأنصار {أَوْلِياءُ بَعْضٍ} في النصرة والإرث {وَلايَتِهِمْ} أي توليتهم في الميراث، والولاية في الأصل: ملك الأمر والسلطة عليه والقيام به {مِنْ شَيْءٍ} أي فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة {حَتّى يُهاجِرُوا} وهذا أي التوارث بالهجرة كان في مبدأ الأمر، ثم نسخ بآخر السورة وأصبح التوارث بقرابة الرحم {مِيثاقٌ} عهد، أي فلا تنصروا المسلمين على المعاهدين وتنقضوا عهدهم. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} في النصرة والإرث، فلا إرث بينكم وبينهم.

{إِلاّ تَفْعَلُوهُ} أي تولي المسلمين وقمع الكفار {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ} أي تحدث فتنة عظيمة بقوة الكفر وضعف الإسلام {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} في الجنة {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ} بعد السابقين إلى الإيمان والهجرة {فَأُولئِكَ مِنْكُمْ} أيها المهاجرون والأنصار {وَأُولُوا الْأَرْحامِ}

<<  <  ج: ص:  >  >>