{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} و {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَنَهَرٍ} بينهما ما يسمى بالمقابلة.
{ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} المس مجاز مرسل عن الألم، وعلاقته السببية، فإن مسها سبب للألم، ويراد بالذوق الإحساس.
{صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ} بينهما طباق.
في أواخر الآيات كلها سجع غير متكلف له وقع وجرس وجمال في اللفظ.
المفردات اللغوية:
{أَكُفّارُكُمْ} يا قريش. {مِنْ أُولئِكُمْ} المذكورين في القصص السابقة من قوم نوح إلى آل فرعون. {بَراءَةٌ} وثيقة مكتوبة بالنجاة من العذاب. {الزُّبُرِ} الكتب السماوية، جمع زبور، المعنى: أم أنزل لكم في الكتب السماوية أن من كفر منكم، فهو في أمان من العذاب. والاستفهام في الموضعين بمعنى النفي، أي ليس الأمر كما تزعمون أو تتصورون.
{أَمْ يَقُولُونَ} كفار قريش. {نَحْنُ جَمِيعٌ} جمع. {مُنْتَصِرٌ} على محمد، قال أبو جهل يوم بدر: إنا جمع منتصر، فنزلت الآية:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} يرجعون إلى الأدبار هاربين، فقد هزموا ببدر، ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، وهو من دلائل النبوة. {بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ} بالعذاب الأصلي. {وَالسّاعَةُ} أي وعذاب الساعة. {أَدْهى} أعظم وأشد بلية وداهية، والداهية: أمر فظيع لا يهتدى لعلاجه. {وَأَمَرُّ} أشد مرارة ومذاقا من عذاب الدنيا، والمراد: أصعب على النفس وأكثر شدة وهولا.
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} الكفار والمشركين. {فِي ضَلالٍ} خطأ وبعد عن الحق. {وَسُعُرٍ} نيران مستعرة في الآخرة. {يُسْحَبُونَ} يجرّون على وجوههم. {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} أي يقال لهم: ذوقوا حر النار وألمها، فإن مسّها أي إصابتها سبب للتألم بها، و {سَقَرَ} اسم جهنم، ولذلك كان ممنوعا من الصرف. {بِقَدَرٍ} أي مقدّرا بمقدار معلوم مكتوب في اللوح قبل وقوعه.
{أَمْرُنا} شأننا، أو أمرنا بإيجاد الشيء الذي نريده. {إِلاّ واحِدَةٌ} أي كلمة واحدة، وهي قول (كن) فيوجد، أو فعلة واحدة، وهو الإيجاد بلا معاناة. {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} أي في اليسر والسرعة. {أَشْياعَكُمْ} أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية. {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} متعظ، والاستفهام بمعنى الأمر، أي اذكروا واتعظوا. {فِي الزُّبُرِ} مكتوب في سجل أو كتب الحفظة.
{مُسْتَطَرٌ} مسطور أو مكتوب في اللوح المحفوظ.
{فِي جَنّاتٍ} بساتين. {وَنَهَرٍ} أنهار، المراد به الجنس. وقرئ بضم النون وسكون الهاء كأسد وأسد. {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} في مكان مرضي، أو في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم، والمراد