البلاغة:
{كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً} فيه إيجاز بالحذف أي كانوا على ملة واحدة وهي الإيمان والتمسك بالحق، فاختلفوا، بأن آمن بعض وكفر بعض.
{أَمْ حَسِبْتُمْ} استفهام إنكاري، وأم هنا منقطعة بمعنى: بل أحسبتم.
{وَلَمّا يَأْتِكُمْ}: لما: تدل على النفي مع توقع وقوع المنفي.
{أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} فيها أربعة تأكيدات، وهي «ألا» أداة الاستفتاح، وإنّ، والجملة الاسمية، وإضافة النصر إلى الله القادر على كل شيء.
المفردات اللغوية:
{أُمَّةً} ورد لفظ الأمة في القرآن بعدة معان:
١ - الجماعة: الذين يرتبطون برابطة واحدة، مثل قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف ١٨١/ ٧] وقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران ١١٠/ ٣].
٢ - الملة: أي العقائد وأصول النشريع، مثل قوله: {إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً} [الأنبياء ٩٢/ ٢١ والمؤمنون ٥٢/ ٢٣].
٣ - الزمن: مثل قوله: {وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} [هود ٨/ ١١] وقوله: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف ٤٥/ ١٢].
٤ - الإمام: مثل قوله تعالى: {إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً} [النحل ١٢٠/ ١٦] أي رجلا جامعا للخير.
والمراد بها هنا في رأي كثير من المفسرين: الملة: أي أن جميع الأنبياء والرسل على دين واحد. وقال آخرون: إن الأمة في هذه الآية بمعنى الجماعة.
{مُبَشِّرِينَ} المؤمنين بالجنة. {وَمُنْذِرِينَ} الكافرين بالنار. {الْكِتابَ} أي الكتب.
{الْبَيِّناتُ} الحجج الظاهرة على التوحيد. {مِنْ بَعْدِ} متعلقة باختلف، وهي وما بعدها مقدم على الاستثناء في المعنى. {بَغْياً} حسدا. {مِنَ الْحَقِّ} من بيانية. {بِإِذْنِهِ} بإرادته.
{أَمْ حَسِبْتُمْ} بمعنى بل أحسبتم، وبل: تفيد افتتاح كلام جديد. {وَلَمّا} لم {مَثَلُ} وصف عظيم وحال ذات شأن.