للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرق بين السخط‍ والغضب: أن السخط‍ إظهار الكراهة، والغضب إرادة الانتقام، ولما كان ذكر الأسف والانتقام في حق الله محالا، أوّل المفسرون ذلك، فجعلوا الغضب في حق الله إرادة العقاب، والانتقام إرادة العقاب لجرم سابق.

٦ - جعل الله قوم فرعون قدوة لمن عمل عملهم من الكفار، وعبرة وعظة لهم ولمن يأتي بعدهم من الكافرين.

والخلاصة: إن المقصود من إيراد هذه القصة تقرير أمرين:

أحدهما-أن الكفار والجهال يحتجون دائما على الأنبياء بشبهة الفقر والضعف، وهذا هو سر النبوة والقوة، فلا يلتفت لما يقولون.

الثاني-أن فرعون في أعز حالاته في الدنيا صار مقهورا، فيكون الأمر في حق أعداء رسول الله هكذا إلى يوم القيامة (١).

[العبرة من قصة عيسى عليه السلام]

{وَلَمّا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاِتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢) وَلَمّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٦٦)}


(١) تفسير الرازي: ٢١٧/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>