للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَفَلا يَشْكُرُونَ} استفهام إنكاري للتقريع والتوبيخ.

{يُسِرُّونَ} و {يُعْلِنُونَ} بينهما طباق.

{وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} تشبيه بليغ، أي كالجند في الخدمة والدفاع.

المفردات اللغوية:

{وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ} رد لقول المشركين في مكة: إن محمدا شاعر، وما أتى به من القرآن شعر، أي ما علمناه الشعر، بتعليم القرآن، فإنه لا يماثله لفظا ولا معنى، لأنه غير موزون ولا مقفّى، والشعر: كلام موزون مقفّى. فالضمير في {عَلَّمْناهُ} للنبي ص. {وَما يَنْبَغِي لَهُ} أي ما يصح له الشعر، ولا يتأتى منه، ولا يسهل عليه لو طلبه. {إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ} أي ما القرآن إلا عظة أو موعظة وإرشاد من الله. {وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} أي وكتاب سماوي مظهر للأحكام والشرائع وغيرها، يتلى في أثناء العبادة.

{لِيُنْذِرَ} القرآن أو الرسول ص {مَنْ كانَ حَيًّا} عاقلا ما يخاطب به فهما، أو حيّ القلب، مستنير البصيرة. {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ} يجب العذاب ويثبت. {عَلَى الْكافِرِينَ} الذين يصيرون إلى الكفر، وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به. {أَوَلَمْ يَرَوْا} يعلموا، والاستفهام للتقرير، والواو الداخلة على {لَمْ} للعطف. {أَنّا خَلَقْنا لَهُمْ} للناس. {مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينا} مما تولينا إحداثه وعملناه وأبدعناه بلا شريك ولا معين {أَنْعاماً} هي الإبل والبقر والغنم، وخصها بالذكر لما فيها من بدائع الفطرة وكثرة المنافع. {فَهُمْ لَها مالِكُونَ} متملكون، ضابطون قاهرون، يتصرفون بها كيف شاؤوا، ولو خلقناها وحشية لنفرت منهم، ولم يقدروا على ضبطها. {وَذَلَّلْناها لَهُمْ} سخرناها لهم، وجعلناها منقادة لهم. {فَمِنْها رَكُوبُهُمْ} مركوبهم. {وَمِنْها يَأْكُلُونَ} ما يأكلون لحمه.

{وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ} كأصوافها وأوبارها وأشعارها. {وَمَشارِبُ} من لبنها، جمع مشرب بمعنى الموضع، أو المصدر. {أَفَلا يَشْكُرُونَ} المنعم بها عليهم فيؤمنوا، إذ لولا خلقه لها وتذليله إياها لما حصّلوا هذه المنافع المهمة.

{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً} من الأصنام ونحوها يعبدونها، ولا قدرة لها على شيء، ولا فائدة منها. {لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} رجاء أن ينصروهم في وقت الأزمات والشدائد.

{لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} أي لا تستطيع آلهتهم مناصرتهم في شيء ما، وقد نزلوا منزلة العقلاء.

{وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} أي وهم لآلهتهم من الأصنام جنود يذودون عنهم، ثم هم محضرون في النار معهم. {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} فلا يهمّك قولهم في الله بالإلحاد والشرك، وفيك بالتكذيب، قائلين

<<  <  ج: ص:  >  >>