للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلّم بصدورهم، كيلا يراهم النبي صلى الله عليه وسلّم، ولا يراهم أحد، إمعانا في العناد والكفر. وقوله: {أَلا} للتنبيه.

ألا حين يستغشون ثيابهم ويغطون بها رؤوسهم، ليستخفوا أو يتواروا من محمد أو من الله، يظنون أن الله لا يراهم، مع أن الله يعلم ما يسرون في قلوبهم، وما يعلنون بأفواههم، ويعلم ما يسرون ليلا، وما يظهرون نهارا.

وكرر {أَلا} للتنبيه على وقت استخفائهم. وعود الضمير إلى الله أولى، لقوله تعالى: {يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ}.

إن الله عليم بالأسرار ذات الصدور، وبخواطر القلوب، فليحذر من يظن أن أسراره خفية على الله، وليعلم أن الله مطلع على كل شيء في الوجود، وما تنطوي عليه النفوس من شكوك وأوهام، ويجازي كل إنسان بما أسر وأعلن.

فقه الحياة أو الأحكام:

دلت الآية على تصميم الكفار في إعراضهم عن سماع القرآن، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الإيمان برسالته، وأنهم بهذا الإعراض أغبياء جاهلون.

ودلت أيضا على أنه لا فائدة في استخفائهم وتواريهم عن الله أو عن محمد صلى الله عليه وسلّم؛ لأن الله مطلع على كل شيء في الوجود من النيات والضمائر والسرائر، ومن الأقوال والأفعال العلنية، يستوي علمه بالسر مع علمه بالجهر، ولا تفاوت في علمه بين إسرارهم وإعلانهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>