{وَلَقَدْ مَكَّنّاهُمْ} .. {فَما أَغْنى} .. {وَحاقَ بِهِمْ} قد: حرف يقرب الماضي من الحال ويقلل المستقبل. و {فِيما} أي في الذي و {إِنْ مَكَّنّاكُمْ} تحتمل {إِنْ} وجهين: إما بمعنى (ما) النافية، أو زائدة. {فَما أَغْنى}: ما: إما نافية، ويؤيده دخول (من) للتأكيد في قوله تعالى:
{مِنْ شَيْءٍ} أو استفهامية منصوبة ب {أَغْنى} والتقدير: أي شيء أغنى هو؟ {وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ}: {فِيما} فاعل {حاقَ} وهي مصدرية، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وحاق بهم عقاب استهزائهم، لأن نفس الاستهزاء لا يحل عليهم. وإنما يحل عليهم عقابه.
{قُرْباناً آلِهَةً}{قُرْباناً}: إما منصوب على المصدر، أو مفعول لأجله، أو مفعول {اِتَّخَذُوا} و {آلِهَةً} بدل منه.
{وَما كانُوا يَفْتَرُونَ} و {ما}: مصدرية، أو موصولة، والعائد محذوف، أي فيه.
البلاغة:
{وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً} ثم قال: {فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ} من قبيل الإطناب بتكرار اللفظ لزيادة التقبيح عليهم.
{وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ}{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}{وَما كانُوا يَفْتَرُونَ} توافق الفواصل الذي يزيد في جمال الكلام.
المفردات اللغوية:
{أَخا عادٍ} هو هود عليه السلام، وعاد قبيلة عربية من إرم. {أَنْذَرَ} خوف.
{بِالْأَحْقافِ} واد باليمن فيه منازلهم، بين عمان ومهرة، وهي في الأصل جمع حقف: وهو رمل مستطيل مرتفع معوج فيه انحناء. {خَلَتِ النُّذُرُ} مضت الرسل التي تنذر، والنذر جمع نذير أي منذر، والجملة معترضة أو حال. {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} من قبل هود ومن بعده. «ألا» أي بأن قال: «لا تعبدوا» أو النذر بألا تعبدوا، فإن النهي عن الشيء إنذار بمضرته. {إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ} إن عبدتم غير الله. {عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} هائل بسبب شرككم.