بل إنه مع الأسف امتد التجزؤ والتجميد إلى بعض نصوص القرآن، فلا يقرأ بعضها في الإذاعات.
والآية عامة في كل من فارق الدين وكان مخالفا له، سواء أكان من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) أم من المسلمين (أهل البدع والشبهات).
روى بقيّة بن الوليد بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعائشة:«إن الذين فرقوا دينهم، وكانوا شيعا: إنما هم أصحاب البدع، وأصحاب الأهواء، وأصحاب الضلالة من هذه الأمة، يا عائشة، إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة، وأنا بريء منهم، وهم منا برآء».
{فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}: من قرأ بالتنوين {عَشْرُ} كان {عَشْرُ} مبتدأ، و {أَمْثالِها} صفة له، و {فَلَهُ} خبر مبتدأ مقدم عليه. ومن قرأ بالإضافة كان في حذف الهاء من {عَشْرُ} وهو مذكر ثلاثة أوجه ذكرها ابن الأنباري ٣٥٠/ ١:
الأول-أن يكون التقدير فيه: عشر حسنات أمثالها، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه.
وهذا مذهب سيبويه. وهذا أوجه الوجوه.
والثاني-أنه حمل {أَمْثالِها} على المعنى؛ لأن الأمثال في معنى حسنات، فكأنه قال: عشر حسنات.
والثالث-أن يكون اكتسى المضاف التأنيث من المضاف إليه، كقوله تعالى:{يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيّارَةِ}[يوسف ١٠/ ١٢] في قراءة التاء، وكقولهم: ذهبت بعض أصابعه.