{أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ}{أَأَنْتُمْ} ... {نَحْنُ الْخالِقُونَ} في موضع المفعول الثاني على أن الرؤية علمية، ومستأنفة على أنها بصرية.
ملزمون غرامة أو نفقة ما أنفقنا، أو مهلكون، لهلاك رزقنا، من الغرم: وهو الهلاك.
المفعول الثاني.
{فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} أصله: ظللتم، يقرأ بفتح الظاء وكسرها، فمن قرأ بالفتح حذف اللام الأولى بحركتها تخفيفا، ومن قرأ بالكسر نقل حركة اللام الأولى إلى الظاء، وحذفها، وهما لغتان.
المفردات اللغوية:
{فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ} بالخلق متيقنين، تقيمون الدليل على التصديق بالأعمال الدالة عليه، أو فلولا تصدقون وتقرون بالبعث والإعادة، كما أقررتم بالنشأة الأولى، وهي خلقهم، فإن من قدر على الإبداء قادر على الإعادة. {ما تُمْنُونَ} ما تقذفونه أو تصبونه من المني في الأرحام. {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} تجعلون المني بشرا سويا تام الخلق. {قَدَّرْنا} قضينا وأقّتنا موت كل واحد بوقت معين. {وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} لا يسبقنا أحد، فيهرب من الموت، أو لا يغلبنا أحد، فلسنا بعاجزين.
{عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ} نخلق أشباهكم وقوله: {عَلى} إما متعلق بقوله: {نَحْنُ قَدَّرْنا} أي نحن قادرون، قدرنا بينكم الموت على أن نبدل أمثالكم، أي بموت طائفة، ونبدلها بطائفة قرنا بعد قرن، وهذا قول الطبري. وإما متعلق بمسبوقين، أي لا نسبق على أن نبدل أمثالكم جمع مثل، {وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ} من الصفات، أي نحن قادرون على أن نعدمكم أو نميتكم، وننشئ أمثالكم، وعلى تغيير أوصافكم، مما لا يحيط به فكركم (١).
{وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ} نخلقكم خلقا آخر لا تعلمونه وأطوارا لا تعهدونها، أو نخلق صفات لا تعلمونها.
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى، فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ} أي علمتم الخلقة الأولى، فهلا تتذكرون أن من قدر عليها، قدر على النشأة الأخرى، لسبق المثال، وفيه دليل على صحة القياس.
{تَحْرُثُونَ} تثيرون الأرض وتلقون البذور فيها. {تَزْرَعُونَهُ} تنبتونه، من الزرع: