لذا عوقب فرعون وأتباعه بالعقاب الثقيل الشديد وهو الغرق في البحر، وعوقب كفار مكة بالهلاك يوم بدر. ويكون الرسول صلّى الله عليه وسلّم شاهدا على قومه يوم القيامة بكفرهم وتكذيبهم.
٥ - وبخ الله تعالى الكفار وقرعهم على كفرهم بطريق التساؤل بقوله:
كيف تتقون عذاب يوم يجعل الولدان شيبا إن كفرتم، وتتفطر فيه السماء؟ وهذا وصف لهول يوم القيامة بأمرين: الأول-يجعل الولدان شيبا، وهذا مثل في الشدة. والثاني-تتصدع فيه السماء. وكلاهما وصف لليوم بالشدة الشديدة، فهو يوم يشيّب نواصي الأطفال، والسماء على عظمتها وقوتها تتفطر فيه، فما ظنك بغيرها من الخلائق؟ ٦ - إن وعد الله تعالى بالقيامة والحساب والجزاء كائن لا شك فيه ولا خلف.
٧ - دلت آية:{إِنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً.}. على أن القياس حجة؛ لأنه استقر عند العقلاء وعند المشركين في مكة وغيرهم أن الشيئين اللذين يشتركان في مناط الحكم ظنا، يجب اشتراكهما في الحكم، وإلا لما أورد هذا الكلام على هذه الصورة.