للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{الْأَيْكَةِ} معرّف بالألف واللام، ومجرور بالإضافة، يقرأ بالهمزة وبتخفيفها، وهو الوجه ويقرأ بلام أصلية مفردة «ليكة» بالنصب: اسم بلد، على أنه ممنوع من الصرف للتعريف (العلمية) والتأنيث، ووزنه «فعلة». والواقع أن أصل: «ليكة»: الأيكة، فنقلت حركة الهمزة إلى اللام تخفيفا ثم حذفت، فاستغني عن همزة الوصل، وصارت الكلمة «ليكة». وكتبت هنا وفي سورة «ص» بغير ألف اتباعا للفظ‍.

البلاغة:

{أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} إطناب؛ لأن وفاء الكيل نهي عن الخسران.

المفردات اللغوية:

{الْأَيْكَةِ} غيضة شجر كثير ناعم ملتف، قرب مدين، بعث الله إلى أهلها شعيبا عليه السلام، كما بعث إلى مدين، ولم يكن منهم نسبا، وكان أجنبيا منهم، ولذلك قال: {إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ} ولم يقل «أخوهم».

جاء في الحديث: «إن شعيبا أخا مدين أرسل إليهم، وإلى أصحاب الأيكة». {أَوْفُوا الْكَيْلَ} أتموه {مِنَ الْمُخْسِرِينَ} الناقصين حقوق الناس بالتطفيف.

{بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ} الميزان السوي أو العدل {وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ} لا تنقصوهم من حقهم شيئا {وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} أي لا تفسدوا أشد الإفساد بالقتل والغارة وقطع الطريق، يقال: عثا في الأرض: أفسد فيها، و {مُفْسِدِينَ} حال مؤكدة لمعنى عاملها {وَالْجِبِلَّةَ} أي ذوي الجبلة، أي الخلقة والطبيعة، يقال: جبل فلان على كذا، أي خلق، والمراد: أنهم كانوا على خلقة عظيمة {الْأَوَّلِينَ} من تقدمهم من الخلائق {الْمُسَحَّرِينَ} المغلوبين على عقولهم بكثرة السحر.

{وَما أَنْتَ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا} أتوا بالواو للدلالة على أنه جامع بين وصفين متنافيين للرسالة، مبالغة في تكذيبه، أي المسحور البشر {وَإِنْ نَظُنُّكَ} {إِنْ} مخففة من الثقيلة، واسمها

<<  <  ج: ص:  >  >>