{مِنْسَأَتَهُ} يقرأ بالهمز على الأصل، ومن لم يهمزه أبدل من الهمزة ألفا.
{أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ}{أَنْ}: إما بالرفع على البدل من {الْجِنُّ} وهو بدل اشتمال، مثل: أعجبني زيد عقله، وإما بالنصب على تقدير حذف حرف جر، وهي اللام.
{وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ} فيه تقدير، أي وسخرنا لسليمان الريح. {غُدُوُّها شَهْرٌ} أي جريها بالغداة مسيرة شهر، والغداة: من الصباح إلى الزوال. {وَرَواحُها شَهْرٌ} أي وجريها بالعشي مسيرة شهر، والعشي: من الزوال إلى الغروب. {وَأَسَلْنا} أذبنا. {الْقِطْرِ} النحاس المذاب.
{بِإِذْنِ رَبِّهِ} بأمر ربه. {وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا} أي ومن يعدل منهم عن طاعة سليمان بأمرنا له بطاعته. {نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ} أي من عذاب النار في الآخرة، أو الحريق في الدنيا.
{مَحارِيبَ} هي الأبنية العالية والقصور الرفيعة الحصينة، سميت بذلك لأنه يحارب عليها، وقيل: المراد بالمحاريب هنا: المساجد. {وَتَماثِيلَ} جمع تمثال، وهو كل شيء مجسّم صوّرته بصورة الحيوان من نحاس أو زجاج أو رخام أو غير ذلك. قيل: إن التصوير كان مباحا في شرع سليمان، ثم نسخ ذلك في شرع نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم. {وَجِفانٍ} جمع جفنة، أي صحاف تشبه في العظم حياض الإبل، يجتمع على القصعة الواحدة جمع كبير كألف، يأكلون منها. {كَالْجَوابِ} كالحياض الكبار، جمع جابية. {وَقُدُورٍ راسِياتٍ} أي ثابتات، ولها قوائم لا تتحرك عن أماكنها، تتخذ من الجبال باليمن، يصعد إليها بالسلالم.
{اِعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً} أي وقلنا لهم: اعملوا يا آل داود بطاعة الله، شكرا له على ما آتاكم. {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} العامل بطاعة الله، المتوفر على أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه في أكثر أوقاته، ومع ذلك لا يوفي حقه؛ لأن توفيقه للشكر نعمة تستدعي شكرا آخر إلى ما لا نهاية.
{فَلَمّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} أي حكمنا على سليمان، بأن مات ومكث قائما متكئا على عصاه، وبقي الجن يعملون تلك الأعمال الشاقة على عادتها، لا تشعر بموته، حتى أكلت الأرضة عصاه، فخرّ ميتا. {ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الْأَرْضِ} أي ما دلّ الجن على موته إلا الأرضة: وهي التي تأكل