دعوى أحد من غير برهان، فمن ادّعى نفيا أو إثباتا، فلا بدّ له من الدليل، وتدل الآية على بطلان التقليد: وهو قبول الشيء بغير دليل. والقرآن ذاته مليء بالاستدلال على القدرة والإرادة والوجود والوحدانية بالآيات الكونية والأدلة العقلية، ويكفي دليلا على وجوده تعالى الخلق والإبداع والتكوين، كما يكفي دليلا على وحدانيته عدم صلاح الكون والعالم بتعدّد الآلهة كما قال تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ} مبتدأ وخبر، ولما كان معنى هذا الاستفهام النفي كان خبرا. {أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} في منصوب: إما بدل من {مَساجِدَ} بدل اشتمال، كقوله تعالى:{قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ، النّارِ ذاتِ الْوَقُودِ}[البروج ٤/ ٨٥ - ٥] وإما مفعول لأجله، أي لئلا يذكر فيها اسمه، وكراهة أن يذكر فيها اسمه، كقوله تعالى:{وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ}[الأنبياء ٣١/ ٢١] أي لئلا تميد بهم، وكقوله تعالى:{يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[النساء ١٧٦/ ٤] أي لئلا تضلوا، وكراهة أن تضلوا.
{ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ}: {أَنْ يَدْخُلُوها} في موضع رفع، لأنه اسم {كانَ} و {لَهُمْ} الخبر، و {خائِفِينَ} منصوب على الحال من واو {يَدْخُلُوها}.