إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، حبسهم المرض» فأعطى صلى الله عليه وسلّم للمعذور من الأجر مثل ما أعطى للقوي العامل. ويؤكد ذلك أن النية الصادقة هي أصل الأعمال، فإذا صحت في فعل طاعة، فعجز عنها صاحبها لمانع منها، فله الثواب على عمله؛
لقوله صلى الله عليه وسلّم فيما رواه البيهقي عن أنس وهو ضعيف:«نية المؤمن خير من عمله».
لولا: للتحضيض، وهي داخلة هنا على الماضي، فتفيد التوبيخ واللوم على ترك الفعل فيما مضى، والأمر به في المستقبل.
المفردات اللغوية:
{لِيَنْفِرُوا} إلى الجهاد {فَلَوْلا} فهلا وهي تفيد الحض والحث على ما تدخل عليه {نَفَرَ} خرج للقتال {فِرْقَةٍ} قبيلة أو جماعة عظيمة {طائِفَةٌ} جماعة قليلة أقلها اثنان أو واحد، ومكث الباقون {لِيَتَفَقَّهُوا} ليتعلم الباقون الفقه والأحكام الشرعية، والتفقه: تكلف الفقاهة والفهم، وتجشم مشاق التحصيل {وَلِيُنْذِرُوا} يخوفوا {إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} من الجهاد، بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام {لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} ليحذروا عقاب الله بامتثال أمره ونهيه، والحذر من الشيء: التحرز منه.
سبب النزول:
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما نزلت: {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً