{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ}{يَوْمَ}: ظرف، وعامله {ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أو بدل من {يَوْمَ} الأول.
{اِرْجِعُوا وَراءَكُمْ} وراء هنا: اسم ل {اِرْجِعُوا} وليس بظرف ل {اِرْجِعُوا} قبله، فلا يكون ظرفا للرجوع لقلة الفائدة فيه، لأن لفظ الرجوع يغني عنه، ويقوم مقامه.
{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} الباء: زائدة، وسور: في موضع رفع، لأنه نائب فاعل.
{مَأْواكُمُ النّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ}{مَوْلاكُمْ}: إما مصدر مضاف إلى المفعول، ومعناه: تليكم وتمسكم، أو معناه: أولى بكم، وأنكر بعضهم هذا الوجه، وقال: إنه لا يعرف المولى بمعنى الأولى.
البلاغة:
{مَأْواكُمُ النّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ} أسلوب تهكمي، أي لا ولي لكم ولا ناصر إلا نار جهنم.
{باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ} بينهما ما يسمى بالمقابلة.
{اُنْظُرُونا} انتظرونا أو أبصرونا، لأنه يسرع بهم إلى الجنة كالبرق الخاطف، وقرئ:
«أنظرونا»، أي أمهلونا أو انتظرونا. {نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} نستضيء بنوركم، من الاقتباس:
طلب القبس، أي الجذوة من النار، والمراد هنا نأخذ القبس والإضاءة. {قِيلَ} لهم، استهزاء بهم. {اِرْجِعُوا وَراءَكُمْ} إلى الدنيا. {فَالْتَمِسُوا نُوراً} أي إلى حيث شئتم، فاطلبوا نورا آخر، فإنه لا سبيل لكم إلى هذا، وهذا تهكم بهم وتخييب من المؤمنين أو من الملائكة. {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} ضرب بحائط أو حاجز بين المؤمنين والمنافقين، قيل: هو سور الأعراف. {لَهُ بابٌ} يدخل فيه المؤمنون. {باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} باطن السور أو الباب من جهة المؤمنين لأنه يلي الجنة. {وَظاهِرُهُ} من جهة المنافقين، لأنه يلي النار. {مِنْ قِبَلِهِ} من جهته.