هذه السورة مكية في المشهور وقول الجمهور، وقال الحسن وعكرمة وقتادة: مدنية، وهو رأي ابن كثير.
تسميتها:
سميت سورة الكوثر لافتتاحها بقول الله تعالى مخاطبا نبيه صلّى الله عليه وسلّم:{إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} أي الخير الكثير الدائم في الدنيا والآخرة، ومنه: نهر الكوثر في الجنة.
مناسبتها لما قبلها:
وصف الله الكفار والمنافقين الذين يكذبون بالدين أي بالجزاء الأخروي بأربع صفات: البخل في قوله: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ} وترك الصلاة في قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ}. والرياء أو المراءاة في الصلاة في قوله:{الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ} ومنع الخير والزكاة في قوله:
{وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ}.
وذكر الله تعالى في هذه السورة في مقابلة تلك الصفات الأربع صفات أربعا للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فذكر أنه أعطاه الكوثر في مقابلة البخل في قوله:{إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} أي الخير الكثير الدائم، فأعط أنت الكثير ولا تبخل، وأمره بالمواظبة على الصلاة:{فَصَلِّ} أي دم على الصلاة في مقابلة ترك الصلاة، وأمره