{مِنْ نَبِيٍّ} فيه حذف وإضمار، والتقدير: من نبي فكذّب أو كذبه أهلها.
{مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ} و {بِالْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ} بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
{قَرْيَةٍ} مدينة جامعة تجمع الزعماء كالعاصمة، وإنما ذكر القرية؛ لأنها مجتمع القوم الذين يبعث الرسل إليهم، ويدخل تحت هذا اللفظ المدينة؛ لأنها مجتمع الأقوام من نبي أي فكذبوه {أَخَذْنا} عاقبنا {أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ} البأساء: الشدة والمشقة كالحرب والجدب وشدة الفقر، والضراء: ما يضر الإنسان في نفسه أو معيشته كالمرض، وقيل: في كل بالعكس. {لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} يتذللون فيؤمنوا. وقوله لعلهم لا يمكن حمله على الشك في حق الله تعالى، فيحمل على أن المراد أنه تعالى فعل هذا الفعل لكي يتضرعوا. والتضرع: إظهار الضراعة أي الضعف والخضوع.
{ثُمَّ بَدَّلْنا} أعطيناهم {مَكانَ السَّيِّئَةِ} العذاب {الْحَسَنَةَ} الغنى والصحة {حَتّى عَفَوْا} كثروا ونموا، من قولهم: عفا النبات والشعر: إذا كثر {وَقالُوا} كفرا للنعمة {قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرّاءُ وَالسَّرّاءُ} كما مسنا، وهذه عادة الدهر، وليست بعقوبة من الله، فكونوا على ما أنتم عليه {فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً} أخذناهم بالعذاب فجأة {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} بوقت مجيئه قبله.