{أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ، كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا، ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} أي فليقارن الإنسان ليعلم ترجيح ما عند الله وتفضيله على زينة الدنيا، وكيفية المقارنة: أفمن هو مؤمن بكتاب الله مصدق بوعد الله وثوابه على صالح الأعمال بالجنة وجزيل النعيم، كمن هو كافر مكذب بلقاء الله ووعده ووعيده، فهو ممتع في الحياة الدنيا أياما قلائل، ثم يصير أمره يوم القيامة من المعذبين في نار جهنم؟! فقولهم: إنا تركنا الدين خشية فوات منافع الدنيا خطأ وقول غير سديد؛ لأن الدين لا يفوت تلك المنافع، فهي حقيرة في ميزان الله، وإنما يكون إيثار الدنيا مفوتا لمنافع الآخرة، وسببا أيضا للعقاب الدائم في الآخرة.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستدل بالآيات على ما يلي:
١ - يخص الله تعالى بعض خلقه بخلق الهداية ومعرفة طريق الجنة، ويمنع البعض منها، ولا يسأل عما يفعل. وليس معنى الهداية والضلال القسر والإلجاء عليهما فذلك غير جائز شرعا وعقلا، وهو قبيح من الله تعالى في حق الإنسان المكلف بالتكاليف الشرعية.
ولقد بان من سبب النزول الثابت في الصحيحين أن أبا طالب مات على غير الإيمان، والله أعلم.
٢ - الله تعالى هو المختص بعلم الغيب، فيعلم من يهتدي بعد ومن لا يهتدي.
٣ - قال مشركو مكة للنبي صلّى الله عليه وسلم معتمدين على شبهة واهية وتعلل مرفوض أو عذر غير واقعي ولا منطقي: إنا لنعلم أن قولك حق، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك، ونؤمن بك، مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا (مكة)