{أُلْقُوا فِيها} طرحوا فيها. {شَهِيقاً} صوتا منكرا شديدا كصوت الحمار، والشهيق: تنفس يسبق الزفير، وهو هنا كتنفس المتغيظ. {تَفُورُ} تغلي بهم كغلي المرجل. {تَمَيَّزُ} أي تتميز بمعنى تتقطع وتتفرق غضبا عليهم. {مِنَ الْغَيْظِ} غضبا على الكفار، والغيظ: شدة الغضب، وهو تمثيل لشدة اشتعالها بهم. {فَوْجٌ} جماعة أي من الكفار. {سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها} سؤال توبيخ، والخزنة: الأعوان وهم مالك وأعوانه، جمع خازن. {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} أي رسول ينذركم عذاب الله، ويخوفكم منه، والاستفهام يراد به التوبيخ والتبكيت.
{إِنْ أَنْتُمْ} ما أنتم. {إِلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ} خطأ بعيد عن الصواب والحق. وهذا القول إما من الملائكة للكفار حين اعترفوا بالتكذيب، أو من كلام الكفار للنذر من الرسل. {لَوْ كُنّا نَسْمَعُ} سماع تفهم. {أَوْ نَعْقِلُ} عقل تفكر. {ما كُنّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ} في عدادهم ومن جملتهم. {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} أقروا بذنوبهم حين لا ينفعهم الاعتراف، والاعتراف: إقرار عن معرفة. {فَسُحْقاً} أي أسحقهم الله سحقا، أي أبعدهم الله من رحمته.
المناسبة:
بعد أن بيّن الله تعالى ما أعد للشياطين من عذاب السعير في الآخرة بعد الإحراق بالشهب في الدنيا، عمم الوعيد، وأوضح أن هذا العذاب معدّ أيضا لكل كافر جاحد بربه، ثم ذكر أوصاف النار وأهوالها الشديدة.
التفسير والبيان:
{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} أي وأعتدنا لكل الجاحدين بربهم، المكذبين رسله من الجن والإنس عذاب نار جهنم، وبئس المآل والمرجع وما يصيرون إليه، وهو جهنم.