للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جزاء قتل الأنبياء]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢)}

الإعراب:

{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} خبر: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ}. ودخلت الفاء في الخبر، لشبه اسمها الموصول بالشرط‍، أي ضمّن معنى الشرط‍، أو للإبهام الذي في {الَّذِينَ} مع كون صلته جملة فعلية. ولا يجوز أن تدخل الفاء في خبر الذي إذا وقع مبتدأ حتى يكون صلته جملة فعلية، ولم يغيّر العامل معناها. فلو كانت صلته جملة اسمية نحو: الذي أبوه منطلق فقائم، أو غيّر العامل معناها نحو: ليت الذي انطلق أبوه فقائم، لم يجز دخول الفاء في خبره.

البلاغة:

{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} استعمل البشارة في الشّر، والأصل أن تكون في الخير، للتهكم ويسمى «الأسلوب التهكمي» مثل قوله: {بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً} حيث نزل الإنذار منزلة البشارة.

المفردات اللغوية:

{الَّذِينَ يَكْفُرُونَ} المراد بهم اليهود خاصة. {بِغَيْرِ حَقٍّ} أي بغير شبهة لديهم.

{بِالْقِسْطِ‍} بالعدل. {مِنَ النّاسِ} وهم اليهود، روي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيّا، فنهاهم مائة وسبعون من عبّادهم، فقتلوهم من يومهم كما ذكر السيوطي. {فَبَشِّرْهُمْ} أعلمهم، والبشارة: الخبر السّارّ، واستعمالها في الشّر من باب التّهكم بهم والسّخرية. {بِعَذابٍ أَلِيمٍ} مؤلم.

{حَبِطَتْ} بطلت. {أَعْمالُهُمْ} ما عملوا من خير، كصدقة وصلة رحم.

{وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ} مانعين من العذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>