{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} خبر: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ}. ودخلت الفاء في الخبر، لشبه اسمها الموصول بالشرط، أي ضمّن معنى الشرط، أو للإبهام الذي في {الَّذِينَ} مع كون صلته جملة فعلية. ولا يجوز أن تدخل الفاء في خبر الذي إذا وقع مبتدأ حتى يكون صلته جملة فعلية، ولم يغيّر العامل معناها. فلو كانت صلته جملة اسمية نحو: الذي أبوه منطلق فقائم، أو غيّر العامل معناها نحو: ليت الذي انطلق أبوه فقائم، لم يجز دخول الفاء في خبره.
البلاغة:
{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} استعمل البشارة في الشّر، والأصل أن تكون في الخير، للتهكم ويسمى «الأسلوب التهكمي» مثل قوله: {بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً} حيث نزل الإنذار منزلة البشارة.
المفردات اللغوية:
{الَّذِينَ يَكْفُرُونَ} المراد بهم اليهود خاصة. {بِغَيْرِ حَقٍّ} أي بغير شبهة لديهم.
{بِالْقِسْطِ} بالعدل. {مِنَ النّاسِ} وهم اليهود، روي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيّا، فنهاهم مائة وسبعون من عبّادهم، فقتلوهم من يومهم كما ذكر السيوطي. {فَبَشِّرْهُمْ} أعلمهم، والبشارة: الخبر السّارّ، واستعمالها في الشّر من باب التّهكم بهم والسّخرية. {بِعَذابٍ أَلِيمٍ} مؤلم.
{حَبِطَتْ} بطلت. {أَعْمالُهُمْ} ما عملوا من خير، كصدقة وصلة رحم.