{حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}: كناية عن ذبحه في مكان الإحصار. {فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً} فيه إيجاز بالحذف، أي كان مريضا فحلق {وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ} فيه التفات من الغائب إلى المخاطب.
{تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} فيه إجمال بعد التفصيل، لزيادة التأكيد، ويسمى «الإطناب».
{وَاتَّقُوا اللهَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ} إظهار اسم الجلالة في موضع الإضمار لتربية الهيبة والجلال.
{لِمَنْ} اللام بمعنى على، أي وجوب الدم على من لم يكن من أهل مكة.
{فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ} نفي بمعنى النهي، أي لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا أي لا تماروا مع الرفقاء والخدم والمكارين، والنفي أبلغ من النهي الصريح، أي لا ينبغي أن يقع أصلا، والأمر بالاجتناب في الحج مع أن وجوبه في كل حال، لأنه مع الحج أسمج كلبس الحرير في الصلاة، والتطريب في قراءة القرآن.
المفردات اللغوية:
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ} أدوهما بحقوقهما {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} منعتم عن إتمامهما بعدو أو مرض {اِسْتَيْسَرَ} تيسر {الْهَدْيِ} أي سهل عليكم وهو شاة، أو كل ما يهديه الحاج والمعتمر إلى البيت الحرام من النّعم، ليذبح ويفرق على الفقراء {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ} أي لا تتحللوا {حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} مكان الحلول والنزول، حيث يحل ذبحه، وهو مكان الإحصار عند الشافعي ومالك، فيذبح فيه بنية التحلل، ويفرق على مساكينه، ويحلق به، وبه يحصل التحلل. وفي رأي الحنفية:
هو الحرم. {أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ} كقمل وصداع، فحلق في الإحرام {فَفِدْيَةٌ} عليه {مِنْ صِيامٍ} ثلاثة أيام {أَوْ صَدَقَةٍ} ثلاثة أصوع (١) من غالب قوت البلد، على ستة مساكين {أَوْ نُسُكٍ} أي ذبح شاة، وأصل النسك: العبادة، والمراد هنا الذبيحة، وسميت نسكا لأنها من أشرف
(١) الصاع: أربعة أمداد، وهو عند الحنفية (٣٩٠٠ غم)، وعند الجمهور (٢٧٥١ غم) والمد (٦٧٥ غم).