للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى. وأو: للتخيير. وألحق به: من حلق لغير عذر، ومن استمتع بغير الحلق كالطيب واللبس والدهن لعذر أو غيره. {فَإِذا أَمِنْتُمْ} قيل: برأتم من المرض، وقيل: من خوفكم من العدو.

{فَمَنْ تَمَتَّعَ} استمتع {بِالْعُمْرَةِ} أي بسبب فراغه منها، أي تمتع بمحظورات الإحرام {إِلَى الْحَجِّ} أي الإحرام به، بأن يكون أحرم بها في أشهره.

{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} تيسر عليه من الهدي وهو شاة يذبحها بعد الإحرام بالحج بمكة، والأفضل يوم النحر. {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} الهدي، لفقده أو فقد ثمنه، فعليه صيام ثلاثة أيام في حال الإحرام بالحج، فيجب حينئذ أن يحرم قبل السابع من ذي الحجة، والأفضل قبل السادس، لكراهة صوم يوم عرفة، ولا يجوز صومها أيام التشريق في الأصح عند الشافعي. وسبعة أيام بعد الرجوع إلى الوطن: مكة أو غيرها.

وحاضرو المسجد الحرام: هم أهل مكة وما دونها إلى المواقيت في رأي الحنفية، وإلى ما دون مرحلتين من الحرم عند الشافعي.

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} وقته شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة، في رأي الشافعي، وقال الجمهور: يجوز الإحرام بالحج فيما عدا هذه الأشهر مع الكراهة. {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} أي ألزمه نفسه بالشروع فيه بالنية قصدا باطنا، وبالإحرام فعلا ظاهرا، وبالتلبية نطقا مسموعا. وليست التلبية عند الشافعي من أركان الحج، وأوجبها الظاهرية.

ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه لما أمر تعالى بإتمام الحج والعمرة، وكانت العمرة لا وقت لها معلوما، بيّن أن الحج له وقت معلوم.

{فَلا رَفَثَ} جماع فيه، {وَلا فُسُوقَ} عصيان {وَلا جِدالَ} خصام ومجادلة (١) والمراد بالنفي في الثلاثة: النهي عنها. {وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ} كصدقة {يَعْلَمْهُ اللهُ} فيجازيكم به، ونزل في أهل اليمن، وكانوا يحجون بلا زاد، فيكونون كلاّ على الناس. {وَتَزَوَّدُوا} ما يبلغكم لسفركم {فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى} ما يتقى به سؤال الناس وغيره، واتقوا الله يا أولي العقول.

والألباب: جمع لبّ، ولبّ كل شيء: خالصة، ولذلك قيل للعقل: لبّ.


(١) قال ابن مسعود وابن عباس وعطاء: الجدال هنا: أن تماري مسلما حتى تغضبه، فينتهي إلى السباب، فأما مذاكرة العلم فلا نهي عنها. وقال قتادة: الجدال: السباب. ورجح القرطبي قول من قال: لا جدال في وقت الحج ولا في موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>