{وَما عَلَّمْتُمْ} مرفوع نائب فاعل عطفا على {الطَّيِّباتُ} لفعل {أُحِلَّ}.
{مُكَلِّبِينَ} منصوب على الحال من التاء والميم في {عَلَّمْتُمْ}.
{مُحْصِنِينَ} حال من ضمير {آتَيْتُمُوهُنَّ} المرفوع. ومثله {غَيْرَ مُسافِحِينَ}. ومثله:
{وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ} وهو معطوف على {غَيْرَ مُسافِحِينَ} لا على {مُحْصِنِينَ} لدخول {لا} معه تأكيدا للنفي المتقدم، ولا نفي مع {مُحْصِنِينَ}. ويجوز أن يجعل {غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ} وصفا لمحصنين أو حالا من الضمير فيه.
{وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}{فِي الْآخِرَةِ}: يتعلق بفعل مقدر، دلّ عليه قوله تعالى:{مِنَ الْخاسِرِينَ} وتقديره: وهو خاسر في الآخرة. وإنما وجب هذا التقدير؛ لأن الألف واللام في {الْخاسِرِينَ} بمعنى الذين، وما وقع في صلة الذين لا يعمل فيما قبلها، فإن جعلت الألف واللام لا بمعنى الذين جاز أن يكون {الْخاسِرِينَ} عاملا فيه.
البلاغة:
{وَطَعامُ الَّذِينَ.}. أطلق العام وأراد به الخاص وهو الذبائح.
{مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ} بينهما طباق؛ لأن الإحصان هنا العفّة، والسفاح: الزنى.
المفردات اللغوية:
{يَسْئَلُونَكَ} يا محمد {ماذا أُحِلَّ لَهُمْ} من الطعام. {الطَّيِّباتُ} المستلذات التي هي من غير الخبائث، وهي كلّ ما لم يأت تحريمه في كتاب أو سنّة أو قياس مجتهد. {الْجَوارِحِ} الكواسب من سباع البهائم والطير كالكلب والفهد والنمر والعقاب والصقر والبازي والشاهين، واحدها جارحة، من الجرح بمعنى الكسب، قال تعالى:{وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ}[الأنعام ٦٠/ ٦] أي ما كسبتم. {مُكَلِّبِينَ} من التكليب، وهو تعليم الكلاب وإرسالها على الصيد، ثم استعمل في تعليم الجوارح مطلقا، فالمكلّب: مؤدب الجوارح ومضريها بالصيد لصاحبها ورائضها بأنواع الحيل وطرق التأديب والتثقيف. {تُعَلِّمُونَهُنَّ} تؤدبونهن. {مِمّا عَلَّمَكُمُ اللهُ} من آداب الصيد. {فَكُلُوا