{وَهذِهِ الْأَنْهارُ} الواو: إما عاطفة على {مُلْكُ مِصْرَ} و {تَجْرِي} حال منها، أو واو الحال، و {هذِهِ} مبتدأ و {الْأَنْهارُ} صفتها، و {تَجْرِي} خبرها.
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا}{أَمْ} هنا: منقطعة، لأنه لو أراد أم المعادلة لقال: أم تبصرون، لكنه أضرب عن الأول بقوله:{أَنَا خَيْرٌ} وكأنه قال: أنا خير منه، فلما كان فيه هذا المعنى، لم تكن {أَمْ} للمعادلة للهمزة.
البلاغة:
{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} الاستفهام للتقرير، لا للإنكار، أي أقروا بما تعلمون من أني ملك مصر.
المفردات اللغوية:
{بِآياتِنا} الآيات هي المعجزات. {وَمَلائِهِ} أشراف قومه ورعاياهم القبط، والمراد بإيراد القصة هنا الاستشهاد بدعوة موسى عليه السلام إلى التوحيد، وتسلية الرسول ومناقضة قول قريش:
{فَلَمّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ} حين جاءهم بآياتنا الدالة على رسالته، فاجؤوه بضحكهم منها واستهزءوا بها أول ما رأوها ولم يتأملوا فيها. {وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ} من آيات العذاب كالطوفان والجراد. {إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها} إلا وهي أعظم في الإعجاز بحيث يظن أنها أكبر من الآيات الأخرى، و {أُخْتِها} قرينتها التي قبلها، والمراد وصف الكل بالكبر، كقولك:
رأيت رجالا بعضهم أفضل من بعض، أو إلا وهي مختصة بنوع من الإعجاز مفضلة على غيرها بذلك الاعتبار. {وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ} أي أخذ قهر بعذاب كالسنين (الجدب) والطوفان والجراد.
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ليرجعوا عن الكفر أو على نحو يرجى رجوعهم.
{وَقالُوا} لموسى لما رأوا العذاب. {السّاحِرُ} العالم الماهر، لأن السحر عندهم علم عظيم.
{بِما عَهِدَ عِنْدَكَ} بعهده إليك أنا إن آمنا كشف العذاب عنا، أو بعهده عندك من النبوة. {إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ} مؤمنون بشرط أن تدعو لنا، فيكشف عنا العذاب. {يَنْكُثُونَ} ينقضون العهد الذي عاهدوا به موسى، ويصرون على الكفر.
{وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ} افتخارا، إما بنفسه أو بواسطة مناديه، في مجمعهم أو فيما بينهم بعد كشف العذاب عنهم، مخافة أن يؤمن بعضهم. {وَهذِهِ الْأَنْهارُ} فروع النيل، وأهمها أربعة: