{مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ} أي كيف شاء، فحذف المفعول به.
{وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}: {تَغْرُبُ} جملة فعلية، حال من هاء {وَجَدَها} ووجدها: بمعنى أصابها. وليست هنا بمعنى علم، فلو كانت كذلك، لكانت الجملة مفعولا ثانيا لوجد؛ لأن (وجد) بمعنى (علم) تتعدى إلى مفعولين. {إِمّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمّا أَنْ تَتَّخِذَ..}. أن وصلتها:
إما في موضع نصب بفعل مقدر، كقوله تعالى:{فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً}[محمد ٤/ ٤٧] وإما على تقدير مبتدأ وخبره محذوف، تقديره: إما العذاب واقع منك فيهم، وإما اتخاذ أمر ذي حسن واقع فيهم، فحذف الخبر لطول الكلام بالصلة.
{فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى}{جَزاءً} منصوب على المصدر في موضع الحال، والعامل فيه: له، أي ثبتت الحسنى له جزاء. وقيل: تمييز منصوب. ومن قرأ بالرفع:(جزاء) جعله مبتدأ، وله:
خبره، أي فله جزاء الخصال الحسنى، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. و {الْحُسْنى} مضاف إليه مجرور. ويجوز جعله بدلا مرفوعا من {جَزاءً} والأصل فيه التنوين، وحذفه لالتقاء الساكنين، كما حذف التنوين من {أَحَدٌ} في قوله تعالى: {قُلْ: هُوَ اللهُ أَحَدٌ، اللهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص ١/ ١١٢ - ٢] وقرئ: (جزاء) بالنصب من غير تنوين.
{لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً}{قَوْلاً} مفعول به. وقرئ يفقهون أي يفقهون الناس قولا، فحذف المفعول الأول، وبقي {قَوْلاً} المفعول الثاني، ويجوز حذف أحد المفعولين؛ لأن هذا فعل متعد.