تكون رتبتها قبل جواب الشرط. وفي هذه الآية دليل على أنّ إن إذا دخلت عليها همزة الاستفهام، لا تبطل عملها، كقولك: إن تأتني آتك؛ لدخول الفاء في فهم وفاء {فَهُمُ} لتعلق الشرط بما قبله، والهمزة لإنكاره، بعد ما تقرر ذلك.
{فِتْنَةً} مفعول لأجله.
{أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} فيه محذوف تقديره: قائلين: أهذا الذي يذكر آلهتكم، وهو في موضع الحال، وحذف القول كثير في كلامهم.
{وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ} الجملة في موضع الحال، أي يتخذونك هزوا، وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية، وهي الكفر بالله تعالى.
البلاغة:
{وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ} التنكير للتعميم.
{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} يوجد طباق بين الشر والخير.
{خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} مبالغة في وصف الإنسان، جعل لفرط استعجاله، كأنه مخلوق من العجل نفسه، كقول العرب لمن لازم اللعب: هو من لعب.
{الْخالِدُونَ}{كافِرُونَ}{تَسْتَعْجِلُونِ}{يُنْصَرُونَ}{يُنْظَرُونَ}{يَسْتَهْزِؤُنَ} بينها سجع لطيف.
المفردات اللغوية:
{الْخُلْدَ} الخلود والبقاء في الدنيا. {فَهُمُ الْخالِدُونَ} في الدنيا؟ لا، وهذه الجملة محل الاستفهام الإنكاري. {ذائِقَةُ الْمَوْتِ} في الدنيا، والذوق هنا: الإدراك، والمراد من الموت:
مقدماته من الآلام الشديدة، والمدرك: هي النفس المفارقة للبدن. وجملة {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ} برهان على ما أنكره من الخلود للنفوس في الدنيا. {وَنَبْلُوكُمْ} نختبركم أي نعاملكم معاملة المختبر. {بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ} بالبلايا والنعم، أو المحبوب والمكروه، كفقر وغنى، وسقم وصحة، وذلّ وعزّ. {فِتْنَةً} أي ابتلاء، وهو مصدر من غير لفظ الفعل المتقدم، أي لننظر: أتصبرون وتشكرون أم لا؟ {وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ} فنجازيكم حسبما يوجد منكم من الصبر والشكر. وفيه إيماء بأن المقصود من هذه الحياة الابتلاء.
{إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً} أي ما يتخذونك إلا مهزوءا به، مسخورا منه. {أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ؟} أي يقولون: أهذا الذي يعيب آلهتكم؟ {وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ} أي إذا ذكر الإله