من الضمير المجرور في {بِهِ}. و {هُدىً} عطف عليه. وكذلك {تَجْعَلُونَهُ} في موضع نصب على الحال. و {قَراطِيسَ} منصوب بتجعلونه، وتقديره: تجعلونه في قراطيس، إلا أنه لما حذف حرف الجر اتصل الفعل به فنصبه.
{فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} يلعبون: جملة فعلية في موضع نصب على الحال من ضمير المفعول في {ذَرْهُمْ}.
{وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى} اللام: لام كي، تتعلق بفعل مقدر تقديره: ولتنذر أم القرى أنزلناه.
البلاغة:
{ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} مبالغة في إنكار نزول شيء من الوحي على أحد من الرسل.
{أُمَّ الْقُرى} مكة المكرمة، وفيه استعارة حيث شبهت بالأم؛ لأنها أصل المدن والقرى.
المفردات اللغوية:
{وَما قَدَرُوا اللهَ} أي ما عرفوا الله حق المعرفة، وما عظموه حق عظمته، والضمير عائد إلى اليهود أو إلى مشركي قريش {إِذْ قالُوا} للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وقد خاصموه في القرآن {قَراطِيسَ} واحدها قرطاس: وهو ما يكتب فيه من ورق أو غيره، والمراد: يكتبون الكتاب في دفاتر مقطعة {تُبْدُونَها} أي ما يحبون إبداءه منها {وَتُخْفُونَ كَثِيراً} مما فيها كنعت محمد صلّى الله عليه وسلّم {وَعُلِّمْتُمْ} أيها اليهود في القرآن {ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ} من التوراة ببيان ما التبس عليكم واختلفتم فيه.
{قُلِ اللهُ} أنزله إن لم يقولوه، لا جواب غيره {فِي خَوْضِهِمْ} أباطيلهم.
{مُبارَكٌ} فيه بركة، أي زيادة وسعة، بارك الله فيه بما امتاز به عما قبله من الكتب في النظم والمعنى {مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} قبله من الكتب {وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى} مكة، سميت بذلك؛ لأنها قبلة أهل القرى كلها، ولأنها مكان أول بيت وضع للناس، والفعل معطوف على معنى ما قبله، أي أنزلناه للبركة والتصديق، ولتنذر به أم القرى: مكة، ومن حولها، أي سائر الناس {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} يصدّقون بالعاقبة ويخافونها {يُؤْمِنُونَ بِهِ} بهذا الكتاب، وذلك أن أصل الدين: خوف العاقبة، فمن خافها، لم يزل به الخوف حتى يؤمن {وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ} خوفا من عقاب الآخرة. وخص الصلاة؛ لأنها عماد الدين، ومن حافظ عليها حافظ على أخواتها.