للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} على حذف مضاف، أي خلقنا أباكم وصورنا أباكم. {ما مَنَعَكَ} السؤال مع علمه تعالى بما منعه من السجود للتوبيخ ولإظهار معاندته وكفره وكبره وافتخاره بأصله وازدرائه بأصل آدم.

{لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} استعار الصراط‍ لطريق الهداية الموصل إلى الجنة.

المفردات اللغوية:

{وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ} أوجدنا أباكم آدم بتقدير حكيم {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} أي صورناه وأنتم ذرأت في ظهره {اُسْجُدُوا لِآدَمَ} سجود تحية واحترام {إِلاّ إِبْلِيسَ} أبا الجن الذي كان بين الملائكة {أَلاّ تَسْجُدَ} لا زائدة لتأكيد السجود {إِذْ أَمَرْتُكَ} حين الأمر {فَاهْبِطْ‍ مِنْها} أي من الجنة، وقيل: من السموات، والهبوط‍: الانحدار والسقوط‍ من مكان إلى ما دونه، أو من منزلة إلى ما دونها {أَنْ تَتَكَبَّرَ} أن تجعل نفسك أكبر مما هي عليه {مِنَ الصّاغِرِينَ} الذليلين من الصغار: وهو الذل والهوان.

{أَنْظِرْنِي} أخرني وأمهلني {مِنَ الْمُنْظَرِينَ} المؤخرين، وفي آية أخرى: {إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} أي يوم النفخة الأولى {فَبِما أَغْوَيْتَنِي} أي بإغوائك لي، والإغواء: الإيقاع في الغواية: وهي ضد الرشاد، والباء للقسم، وجوابه: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ} أي لبني آدم {صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} أي على الطريق الموصل إليك.

{ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ} أي من كل جهة، فأمنعهم من سلوكه، قال ابن عباس: ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين رحمة الله تعالى. {مَذْؤُماً} معيبا أو ممقوتا، من ذأم: عاب. {مَدْحُوراً} مبعدا مطرودا عن الرحمة {لَمَنْ تَبِعَكَ} من الناس، واللام: للابتداء أو موطئة للقسم وهو {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} أي منك بذريتك ومن الناس، وفيه تغليب الحاضر على الغائب. وفي الجملة معنى جزاء {لَمَنْ} الشرطية أي من تبعك أعذبه.

المناسبة:

رغّب الله تعالى في الآيات السابقة بقبول دعوة الأنبياء عليهم السلام، بالتخويف أولا، ثم بالترغيب ثانيا بالتنبيه على كثرة نعم الله تعالى على الخلق،

<<  <  ج: ص:  >  >>