{الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} بينهما مقابلة وهي كالطباق إلا أنها تكون في أكثر من شيئين.
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ، فَرَآهُ حَسَناً} حذف الجواب لدلالة اللفظ عليه، أي كمن لم يزين له سوء عمله؟ ودلّ على المحذوف بقية الآية:{فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ.}. و {فَمَنْ} مبتدأ، وخبره:
كمن هداه الله.
{فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا} ثم قال: {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} إطناب بتكرار الفعل.
{فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ} كناية عن الهلاك؛ لأن النفس إذا ذهبت هلك الإنسان.
{السَّعِيرِ}{كَبِيرٌ} سجع مؤثر على السمع.
المفردات اللغوية:
{إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ} أي إن وعده بالبعث والجزاء أو الحشر والعقاب لا خلف فيه.
{فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا} لا تلهينكم ويذهلنكم التمتع بها عن الإيمان بالحشر وعن طلب الآخرة والسعي لها. {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ} في حلمه وإمهاله. {الْغَرُورُ} الشيطان، بأن يمنيكم المغفرة، مع الإصرار على المعصية.
{إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ} عداوة عامة قديمة. {فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} بطاعة الله، ولا تطيعوه في المعاصي، واحذروه في كل الأحوال. {إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ} أي إنما يدعو أصحابه وأتباعه المتحزبين له، والمطيعين له، إلى المعاصي والكفر، لأجل أن يكونوا من أهل النار الشديدة، لعداوته لآدم وذريته. وهذا تقرير لعداوته وبيان لغرضه في دعوة أشياعه إلى اتّباع الهوى والركون إلى الدنيا.
{الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} وعيد لمن أجاب دعاء الشيطان، ووعد لمن خالفه بالإيمان والعمل الصالح بمغفرة الذنوب والأجر الكبير وهو الجنة.
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} أي من غلب وهمه على عقله، فرأى عمله السيء صوابا، والباطل حقا، والقبيح حسنا، كمن لم يزين له؟ حذف الجواب لدلالة: {فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ