{حم} تقرأ هكذا: حاميم بالسكون، أو بالفتح حاميم، وهذه الحروف المقطعة المبدوء بها بعض السور للتنبيه على إعجاز القران وتحدي العرب أن يأتوا بمثله، وللدلالة على أن هذا القرآن المعجز منظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية التي تتركب منها الكلمات والجمل العربية.
{الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} القوي في ملكه، العليم بخلقه، قال البيضاوي: لعل تخصيص الوصفين لما في القرآن من الإعجاز والحكم، الدال على القدرة الكاملة والحكمة البالغة. {غافِرِ الذَّنْبِ} للمؤمنين التائبين. {وَقابِلِ التَّوْبِ} يقبل منهم التوبة فضلا منه ورحمة. {شَدِيدِ الْعِقابِ} للكافرين. {ذِي الطَّوْلِ} صاحب الفضل والإنعام على عباده، وذو الغنى والسعة أيضا، وإيراد هذه الصفات للترغيب والترهيب والحثّ على الإيمان. {الْمَصِيرُ} المرجع، فيجازي المطيع والعاصي.
{ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ} القرآن. {إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} من مشركي مكة وأمثالهم، فيه تسجيل صفة الكفر على المجادلين في القرآن بالباطل والطعن فيه لإدحاض الحق. {فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ} لا تغترّ بإمهالهم وإقبالهم في دنياهم وتقلبهم في بلاد الشام واليمن بالتجارات الرابحة بقصد المعاش، فإن عاقبتهم النار والهلاك. والتقلب في البلاد: التصرف والتنقل.
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ} كذبت قوم نوح بالرسل وعادوهم، وكذلك كذبت الأحزاب (الجماعات) من بعدهم كعاد وثمود وغيرهما. {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ} من هؤلاء {هَمَّتْ} عزمت. {لِيَأْخُذُوهُ} ليتمكنوا منه بما أرادوا من تعذيب وقتل، فيحبسوه ويأسروه ويعذبوه ويقتلوه. {بِالْباطِلِ} بما لا حقيقة له. {لِيُدْحِضُوا} يزيلوا به الحق. {فَأَخَذْتُهُمْ} بالإهلاك والعقاب. {فَكَيْفَ كانَ عِقابِ} أي عقابي لهم، بأن وقع موقعه.
{حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} وجبت كلمته أي حكمه بالهلاك وقضاؤه بالعذاب. {عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} لكفرهم. {أَنَّهُمْ أَصْحابُ النّارِ} أي وتلك الكلمة هي أنهم مستحقون للنار.