للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطبة الفطر والنحر، ثم ركع ركعتين، ثم انصرف إلى البدن، فنحرها. لكن فيه غرابة شديدة كما قال السيوطي.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: بلغني أن إبراهيم ولد النبي صلّى الله عليه وسلّم لما مات، قالت قريش: أصبح محمدا بترا، فغاظه ذلك، فنزلت: {إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} تعزية له.

والخلاصة: كان سبب نزول هذه السورة هو استضعاف النبي صلّى الله عليه وسلّم، واستصغار أتباعه، والشماتة بموت أولاده الذكور، ابنه القاسم بمكة، وإبراهيم بالمدينة، والفرح بوقوع شدة أو محنة بالمؤمنين، فنزلت هذه السورة إعلاما بأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قوي منتصر، وأتباعه هم الغالبون، وأن موت أبناء الرسول صلّى الله عليه وسلّم لا يضعف من شأنه، وأن مبغضيه هم المنقطعون الذين لن يبقى لهم ذكر وسمعة، البعيدون عن كل خير.

المنح المعطاة للنبي صلّى الله عليه وسلّم

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَاِنْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)}

الإعراب:

{إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} {إِنّا} أصله: إننا، فحذفت إحدى النونات استثقالا لاجتماع الأمثال، وذهب الأكثرون إلى أن المحذوفة هي الوسطى.

والكوثر: فوعل من الكثرة، والواو فيه زائدة، وهو نهر في الجنة، وسمي كوثرا لكثرة مائه، ورجل كوثر: كثير العطايا والخير.

{إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} {هُوَ} إما ضمير فصل لا موضع له من الإعراب، و {الْأَبْتَرُ} خبر {إِنَّ}، أو مبتدأ، و {الْأَبْتَرُ} خبره، والمبتدأ والخبر: خبر {إِنَّ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>