وسبب الغضب من الله على اليهود وإلصاق صفة الذل والهوان أينما وجدوا هو كفرهم بآيات الله، ومنه عدم إيمانهم بالقرآن والإسلام، وقتلهم الأنبياء ظلما وعدوانا، ومنه محاولة قتل النبي صلّى الله عليه وسلّم وتأليب المشركين عليه وتحريضهم على قتاله واستئصال شأفة المسلمين إلى الأبد، كما حدث في غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وغزوة الأحزاب (الخندق) في السنة الخامسة، وغير ذلك من ألوان العصيان والاعتداء.
{لَيْسُوا سَواءً}: الواو في {لَيْسُوا} اسم ليس، وسواء: خبرها.
{أُمَّةٌ قائِمَةٌ} إما بدل من ضمير {لَيْسُوا}، والتقدير: ليس أمة قائمة وأمة غير قائمة سواء. فحذف «غير قائمة» مثل حذف البرد في آية {سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}، وإما مبتدأ و {مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ}: خبر مقدم، أو مرفوع بالجار والمجرور على قول الأخفش والكوفيين {يَتْلُونَ آياتِ اللهِ} جملة فعلية في موضع رفع؛ لأنها صفة {أُمَّةٌ}. {آناءَ اللَّيْلِ} ظرف زمان متعلق ب {يَتْلُونَ}. {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} إما حال من ضمير {يَتْلُونَ}، ويكون المراد بالسجود هنا الصلاة؛ لأن التلاوة لا تكون في السجود، وإما معطوف على {يَتْلُونَ} ويكون المراد بالسجود: السجود بعينه.