للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن رغب الله تعالى المؤمنين في القسم الأول وهو الصبر على ما التزموه من شرائع الإسلام بقوله: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} بأن يجزيهم على أحسن أعمالهم التي تشمل المباحات والمندوبات والواجبات، ويثيبهم على ما عدا المباحات، رغّب المؤمنين في القسم الثاني وهو الإتيان بكل ما كان من شرائع الإسلام.

التفسير والبيان:

هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا، فمن عمل صالح الأعمال، من ذكر أو أنثى، وهي الأعمال المطابقة لكتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فأدى الفرائض، وكان قلبه مؤمنا بالله ورسوله، فله حياة طيبة في الدنيا، وجزاء بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.

والحياة الطيبة: تشمل وجوه الراحة المختلفة، وفسرها ابن عباس وجماعة بالرزق الحلال الطيب، أو السعادة، أو العمل بالطاعة والانشراح بها، أو القناعة، والصحيح-كما قال ابن كثير-: أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله، كما

جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنّعه الله بما آتاه» ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقري.

وروى الترمذي والنسائي عن فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «قد أفلح من هدي للإسلام، وكان عيشه كفافا، وقنع به».

وروى الإمام أحمد ومسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا، ويثاب عليها في الآخرة.

وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا».

<<  <  ج: ص:  >  >>