للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} {صَفًّا}: منصوب على المصدر في موضع الحال، و {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ}: في موضع نصب على الحال من واو {يُقاتِلُونَ} أي يقاتلون مشبهين بنيانا مرصوصا.

البلاغة:

{لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ} استفهام بأسلوب التوبيخ والإنكار، وما في قوله {لِمَ} استفهامية حذفت ألفها تخفيفا.

{كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ} بعد قوله: {لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ} إطناب بتكرار اللفظ‍ لبيان شدة قبح ما فعلوا. وقوله: {تَقُولُوا} و {تَفْعَلُونَ} بينهما طباق.

{كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} تشبيه مرسل مفصّل، حذف منه وجه الشبه، أي في المتانة والالتئام.

المفردات اللغوية:

{سَبَّحَ لِلّهِ} نزهه ومجده ودل عليه، واللام مزيدة. {ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} جيء بقوله {ما} وليس (من) تغليبا للأكثر. {وَهُوَ الْعَزِيزُ} القوي الغالب القاهر في ملكه. {الْحَكِيمُ} في صنعه وتدبير أمور خلقه.

{لِمَ تَقُولُونَ} {لِمَ} مركبة من لام الجر وما الاستفهامية، والأكثر حذف ألفها مع حرف الجر تخفيفا لكثرة استعمالهما معا ودلالتهما على المستفهم عنه، أي لأي شيء تقولون: قد فعلنا، مع أنكم لم تفعلوا، والمقصود التأنيب والتوبيخ على المغالطة والكذب في طلب الجهاد وغيره، مع أنهم انهزموا يوم أحد. {كَبُرَ} عظم. {مَقْتاً} المقت: أشد البغض. {يُحِبُّ} يرضى ويكرم وينصر. {صَفًّا} أي صافين. {مَرْصُوصٌ} متراص من غير فرجة أو متلاصق محكم، والرص:

اتصال أجزاء البناء وإحكامه.

سبب نزول الآية (٢، ١):

أخرج الترمذي كما تقدم والحاكم وصححه والدارمي عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ} فقرأها

<<  <  ج: ص:  >  >>