وَما فِي الْأَرْضِ} أي وإنك يا محمد لتهدي بذلك النوع إلى المنهج السليم، والحق القويم، الذي هو شرع الله الذي أمر به، وطريق الله الذي له ملك السموات والأرض، وربّهما المتصرف فيهما، والحاكم الذي لا معقّب لحكمه. وفي إضافة الصراط إلى اسم الجلالة تعظيم له وتفخيم لشأنه.
{أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} أي ألا أيها الخلائق ترجع الأمور كلها يوم القيامة إلى الله تعالى، لا إلى غيره، فيحكم فيها بقضائه العدل. وهذا وعد للمتّقين المهتدين، ووعيد للظالمين الكافرين.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يلي:
١ - إن مظاهر الوحي إلى الأنبياء والرّسل منحصرة في ثلاثة أنواع هي:
الأول-الإلهام المباشر والإلقاء في القلب معاني ذات دلالة عامة وصبغة تشريعية، تستقر في النفس.
الثاني-إسماع الله كلامه للنّبي من غير واسطة.
الثالث-إرسال رسول من الملائكة لتبليغ الرسالة، كإرسال جبريل عليه السّلام.
٢ - فهم المعتزلة من حصر الوحي بهذه الأنواع أن رؤية الله غير جائزة في الآخرة، إذ لو صحّت رؤية الله تعالى، لصحّ من الله تعالى أن يتكلّم مع العبد حالما يراه العبد، فيكون ذلك قسما رابعا زائدا، وقد نفاه الله تعالى بقوله:
{وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ.}. إلا على هذه الأوجه الثلاثة.
والجواب أن في الآية قيدا: هو ما كان لبشر أن يكلّمه الله في الدنيا إلا على