والإيجاز بالحذف في قوله:{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ} أي من تشاء أن تؤتيه. وكذا في قوله:{تَنْزِعُ} و {تُعِزُّ} و {تُذِلُّ}.
وفي قوله:{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ} استعارة لإدخال هذا على هذا، وهذا على هذا، فما ينقصه الليل يزيده في النهار والعكس. ولفظ الإيلاج أبلغ في التعبير عن الإدخال.
{الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ..}. الحيّ والميّت مجاز عن المؤمن والكافر، شبه المؤمن بالحيّ والكافر بالميّت.
{بِيَدِكَ الْخَيْرُ} أي والشر خلقا وتقديرا: {قُلْ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ}، ولكنه ذكر الخير دون الشّر تأدّبا مع الله، فلا ينسب له الشّر أدبا.
المفردات اللغوية:
{اللهُمَّ} أي يا الله. {الْمُلْكِ} السلطة والتصرف في الأمور. {تُؤْتِي} تعطي.
{تَنْزِعُ} تقلع وتخلع. {مَنْ تَشاءُ} أي من خلقك. {وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ} بإيتائه. {وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ} بنزعه منه. {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} بقدرتك الخير، أي والشرّ خلقا وتقديرا، لا كسبا وعملا.
{تُولِجُ} تدخل، ويراد به زيادة زمان النهار في الليل وبالعكس بحسب الفصول والبلاد، فيزيد كلّ منهما بما نقص في الآخر.
قال السيوطي:{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} كإخراج الإنسان من النطفة، والطائر من البيضة. {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ} كالنطفة والبيضة. {بِغَيْرِ حِسابٍ} أي رزقا واسعا.
سبب النزول:
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سأل ربّه أن يجعل ملك الرّوم وفارس في أمته، فأنزل الله:{قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ} الآية.