للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك ما يسمى بردّ العجز على الصدر في {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ} و {وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ}.

والتّكرار في جمل {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ} للتفخيم والتعظيم.

والإيجاز بالحذف في قوله: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ} أي من تشاء أن تؤتيه. وكذا في قوله: {تَنْزِعُ} و {تُعِزُّ} و {تُذِلُّ}.

وفي قوله: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ} استعارة لإدخال هذا على هذا، وهذا على هذا، فما ينقصه الليل يزيده في النهار والعكس. ولفظ‍ الإيلاج أبلغ في التعبير عن الإدخال.

{الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ..}. الحيّ والميّت مجاز عن المؤمن والكافر، شبه المؤمن بالحيّ والكافر بالميّت.

{بِيَدِكَ الْخَيْرُ} أي والشر خلقا وتقديرا: {قُلْ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ}، ولكنه ذكر الخير دون الشّر تأدّبا مع الله، فلا ينسب له الشّر أدبا.

المفردات اللغوية:

{اللهُمَّ} أي يا الله. {الْمُلْكِ} السلطة والتصرف في الأمور. {تُؤْتِي} تعطي.

{تَنْزِعُ} تقلع وتخلع. {مَنْ تَشاءُ} أي من خلقك. {وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ} بإيتائه. {وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ} بنزعه منه. {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} بقدرتك الخير، أي والشرّ خلقا وتقديرا، لا كسبا وعملا.

{تُولِجُ} تدخل، ويراد به زيادة زمان النهار في الليل وبالعكس بحسب الفصول والبلاد، فيزيد كلّ منهما بما نقص في الآخر.

قال السيوطي: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} كإخراج الإنسان من النطفة، والطائر من البيضة. {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ} كالنطفة والبيضة. {بِغَيْرِ حِسابٍ} أي رزقا واسعا.

سبب النزول:

أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سأل ربّه أن يجعل ملك الرّوم وفارس في أمته، فأنزل الله: {قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ} الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>