{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها}{وَالَّتِي}: منصوب بفعل مقدر، أي: واذكر التي أحصنت.
{آيَةً} منصوب مفعول ثان بجعل. وقال:{آيَةً}، ولم يقل: آيتين لوجهين:
أحدهما-لأن التقدير: وجعلناها آية، وجعلنا ابنها آية، إلا أنه اكتفى بذكر الثاني عن ذكر الأول. والثاني-أن يكون {آيَةً} في تقدير التقديم، أي وجعلناها آية للعالمين وابنها، والوجه الأول أوجه.
البلاغة:
{رَغَباً وَرَهَباً} بينهما طباق.
{فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا} نسب الروح إليه تعالى تشريفا وتكريما، مثل {ناقَةُ اللهِ}[الأعراف ٧٣/ ٧ ومواضع أخرى].
المفردات اللغوية:
{وَزَكَرِيّا} أي واذكر زكريا. {إِذْ نادى} بدل منه، أي دعا ربه بقوله:{رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً} أي لا تتركني وحيدا بلا ولد يرثني. {وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ} الباقي بعد فناء خلقك، فإن لم ترزقني من يرثني، فلا أبالي. {فَاسْتَجَبْنا لَهُ} أي نداءه. {وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ} أي أصلحناها للولادة، فأتت بالولد بعد عقمها. {إِنَّهُمْ} أي المذكورين من الأنبياء عليهم السلام. {يُسارِعُونَ} يبادرون. {فِي الْخَيْراتِ} أي الطاعات. {رَغَباً} في رحمتنا.
{وَرَهَباً} من عذابنا. {خاشِعِينَ} متواضعين في عبادتهم.
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ} أي واذكر مريم التي حفظت فرجها من أن ينال بالحلال أو الحرام.
{فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا} أي أحيينا عيسى وأوجدناه في جوفها، ويجوز أن يراد: وفعلنا النفخ في مريم من جهة روحنا وهو جبريل عليه السلام، حيث نفخ في جيب درعها (قميصها) فوصل النفخ إلى جوفها. {وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ} هم الإنس والجن والملائكة حيث ولدته من غير رجل. ولم يقل: آيتين، كما في قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ}[الإسراء ١٢/ ١٧] لأن حالهما بمجموعهما آية واحدة وهي ولادتها إياه من غير فحل.